صحيفة البعثمحليات

قسم العقاقير في كلية الصيدلة.. أبحاث طلابية تتحرى الفاعلية البيولوجية للنباتات الطبية

دمشق- ميس خليل

أوضحت الدكتورة ميس خازم رئيسة قسم العقاقير في كلية الصيدلة لـ “البعث” أن أبحاث طلاب الدراسات العليا في قسم العقاقير في كلية الصيدلة تركز على تحري الفاعلية البيولوجية للنباتات الطبية، وخاصةً المنتشرة في الفلورا السورية، كالفعاليات المضادة للأكسدة التي تحمي من الشدة التأكسدية وتعدّ المسبّب الرئيسي للكثير من الأمراض الخطيرة، بالإضافة للفعاليات الخافضة لسكر الدم وللحصيات البولية والخافضة للكوليسترول والمضادة للبدانة والمضادة للايشمانيا، ومن جهة أخرى تُعنى الأبحاث في القسم بتحري التركيب الكيميائي للمركبات الفعالة في النباتات الطبية من ناحية كمية ونوعية، أي كشف الزمر الكيميائية الموجودة، ومعايرة بعض هذه الزمر المهمّة والتي قد يعزى لها الكثير من الفعاليات البيولوجية للنبات مثل المركبات الفينولية عامةً والفلافونوئيدية خاصةً، والمركبات الصابونينية والتربينية، بالإضافة للمركبات الطيارة الموجودة في الزيوت العطرية لهذه النباتات.
وبيّنت خازم أنه وعلى الرغم من أن عدد أعضاء الهيئة التدريسية في القسم لا يتجاوز الخمسة أساتذة، إلا أنه تمّ تخريج أكثر من ٤٠ طالب ماجستير من كلية الصيدلة في جامعة دمشق باختصاص عقاقير ونباتات طبية على مدار السنوات السابقة ونحو ١٠ طلاب دكتوراه في الاختصاص، وحالياً مسجل لدينا للعام الدراسي ٢٣-٢٤ مايقارب ٢٠ طالب ماجستير و ٦ طلاب دكتوراه، تشمل بحوثهم دراسة العديد من النباتات الطبية المهمّة في بلدنا، كما أن قسم العقاقير في كلية الصيدلة هو القسم الوحيد المفتتح به درجة الدكتوراه في اختصاص العقاقير والنباتات الطبية من بين جميع كليات الصيدلة في الجامعات الحكومية.

خازم عرجت على أن تنفيذ بحوث مبتكرة ونوعية في اختصاص العقاقير يتطلّب وجود الكثير من الأجهزة والتقنيات الحديثة لمواكبة تطور هذا الاختصاص عالمياً، مثل أجهزة الكروماتوغرافيا المختلفة وتقنيات تحديد الهوية الكيميائية كجهاز مطيافية الكتلة وجهاز الرنين النووي المغناطيسي وغيرها من الأجهزة غير المتوفرة للأسف في الكلية، وعلى الرغم من المساعي الحثيثة لرئاسة جامعة دمشق وعمادة كلية الصيدلة لتطوير البنى التحتية في الكلية وتزويدها بالتجهيزات اللازمة، إلا أن الحرب الجائرة على سورية لسنوات عديدة والعقوبات الظالمة تجعل هذا النقطة أكثر تعقيداً وصعوبة مقارنةً مع السابق، وهذا ما ينعكس سلباً على مسيرة البحث العلمي رغم وجود العقول القادرة والإرادة عند الكثير من أساتذة القسم والكلية.
وذكرت خازم أن الكثير من البحوث العالمية في مجال النباتات الطبية تكون ممولة من قبل شركات الأدوية التي تُعنى بهذه المواضيع، لكن لا نجد هذا التعاون حالياً بشكله المثمر والفعّال بين شركات الأدوية النباتية في سورية والباحثين في مجال العقاقير وكيمياء العقاقير لأسباب عدة، ولذلك نتمنى ونسعى مستقبلاً لتوطيد هذه العلاقة وترجمتها بشكل مثمر ويعود بالفائدة على الجميع.
وأشارت خازم إلى أن قسم العقاقير يضمّ برنامج ماجستير في اختصاص العقاقير والنباتات الطبية يتألف من سنة مقررات، تدرس فيها سبعة مقررات لها علاقة وثيقة بالاختصاص، وبعدها يقوم الطالب بتحضير رسالة بموضوع خاص بالعقاقير والنباتات الطبية، ويوجد لهذا الغرض مخبر خاص بالدراسات العليا في القسم.