تعتيم غربي على الجرائم الصهيونية المتواصلة
تقرير إخباري
بينما تتحدّث شبكة “سي إن إن” أحياناً، عن جرائم العدوان الإسرائيلي المتواصلة بحق الفلسطينيين، فإن وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا لا تنقل هذه المعلومات، والسبب لا يخفى على أحد، والجميع يعلم مَن الذي يسيطر على الحزمة الإعلامية الغربية لحلف شمال الأطلسي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. والحديث هنا حول اكتشاف 300 جثة، بما في ذلك بعض الأطفال، وأيديهم مقيّدة خلف ظهورهم، وتم إعدامهم ببرود ودفنهم في مقابر جماعية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية، إذ لا يمكن لأي دولة في العالم أن تتحمّل مثل هذه الفظائع في صمت مطبق من مجتمع الناتو الغربي، بينما تحتمي “إسرائيل” بدرع الفيتو الأمريكي في الأمم المتحدة وبوساطة شبكات “اليهود خارج فلسطين المحتلة” التي تتسلل إلى المؤسسات ووسائل الإعلام في دول الناتو، وعلى رأسها فرنسا. هؤلاء ليسوا فقط السبب وراء هذه المذابح التي يندى لها جبين البشرية، دون أن يرفّ لهم جفن، بل هم أيضاً الذين، من خلال الأسلوب الاتهامي المعروف، يعتقلون كل من يتجرأ على الاحتجاج على الإرهاب الإسرائيلي وجرائم الحرب التي ترتكبها “إسرائيل” يومياً. ومن خلال المشاهدة مرة أخرى على شبكة سي نيوز، فإن المقابلة مع “بيير كونيسا”، الباحث والدبلوماسي الفرنسي، في مواجهة ثلاث شخصيات يهودية بغيضة، تم استدعاؤها إلى موقع التصوير لضمان الدفاع عن زمرة نتنياهو التي ترتكب الإبادة الجماعية، دائماً بالسلاح الزائف نفسه المتمثل في “الاعتذار عن الإرهاب”، يجب أن تفتح أعين أي مشاهد محايد، وذلك أن تحيّز المضيف الانتهازي الذي يريد الاحتفاظ بوظيفته واضح أيضاً، بينما حافظ كونيسا على التزامه بالهدوء والسير على الطريق الصحيح، وكانت الصور والتبادلات اللفظية تتحدث لمصلحته.
وفي الوقت ذاته انتفضت الجامعات الأميركية وتزايد عددها أكثر من أي وقت مضى، لإدانة الإبادة الجماعية لسكان غزة وصمت قياداتها، التي كثيراً ما يفسدها المليارات من أبناء الشتات. فرنسا أيضاً شهدت احتجاجاتٍ في الجامعات والمدارس ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث تظاهر الطلاب الفرنسيون في عدد من الجامعات تنديداً بالعدوان الإسرائيلي، وهاجموا سياسة بلادهم تجاه الأحداث، وإدارات الجامعات تطالب الشرطة بالتدخل لطرد الطلبة.
وجاءت تظاهرات طلاب جامعات فرنسا تماهياً مع الحراك الذي بدأه الطلاب في جامعات الولايات المتحدة الأميركية المستمرة، مطالبة، إلى جانب التنديد بعدوان الاحتلال على غزة، بوقف تسليح بلادها لـ”إسرائيل”.
وشهدت التظاهرات اشتباكاتٍ بين الطلاب والشرطة الأميركية التي تحاول قمع هذه الاحتجاجات. وأفاد أحد المتظاهرين بأن الشرطة الأميركية لجأت إلى استخدام أساليب العنف لتفريق الطلاب، ومنها: مسدسات الصعق الكهربائي، والغاز المسيل للدموع، والخيول. يُشار إلى أن قمع الشرطة الأميركية لتظاهرات الطلاب أثار تساؤلاتٍ بشأن الأساليب العنيفة المستخدمة لقمع الاحتجاجات، أو التي تزايدت منذ اعتقالات جماعية في جامعة “كولومبيا”، الأسبوع الماضي.
وبالتالي، من الواضح أن المجرم نتنياهو يستحضر معاداة السامية والطابع النازي لأولئك الذين يحتجون على تجاوزات حكمه، ولم يعُد يدرك حتى أن العالم كله يرى كل يوم أنه النازي، المعادي للسامية، الذي يتسامح مع الإعدام الجماعي للمدنيين الفلسطينيين، ويداه الملطختان بدماء الشهداء الفلسطينيين الطاهرة، مقيّدتان خلف ظهره.
هيفاء علي