صحيفة البعثمحليات

في فصل الربيع.. تكثيف المراقبة الدورية والكشف الأسبوعي ومكافحة آفات النحل

دمشق- ميس خليل

يتميّز النحل في فصل الربيع بنشاطه وتكاثره وتعتبر فترة التطريد الطبيعي، بحيث تتفتح أزهار الرحيق، وتظهر العديد من النباتات المزهرة والتي تختلف من منطقة إلى أخرى، لذلك يجب على النحال تنفيذ واجباته اتجاه خلايا النحل لتقوية الضعيفة منها والمتوسطة وتغذيتها.

وأوضحت المهندسة إيمان رستم رئيسة دائرة النحل في مديرية الوقاية بوزارة الزراعة لـ”البعث” أن فصل الربيع يعدّ موسم النشاط الأساسي في بناء الحضنة وتكاثر الطوائف النحلية وزيادة حجمها، وفي النهاية تتحدّد كمية العسل الذي يمكن أن يقطف منها، ولذلك يجب أن يحظى النحل في هذا الفصل بعناية خاصة من المربي، حيث يبدأ الفحص الأول مع بداية ارتفاع درجات الحرارة وسروح النحل تدريجياً من أجل جمع حبوب الطلع على أن يتمّ الكشف عند الظهيرة في أوقات الدفء وخلو الجو من الرياح، وما يجب مراعاته أيضاً هو أن يكون الكشف هادئاً وسريعاً دون الإضرار بالنحل الموجود أو الملكة، وأن يتمّ التحري عن الوضع الصحي في الخلية وخلوها من الأمراض ومدى وفرة المخزون الغذائي وكفايته حتى بدء نشاط المرعى، ولا بدّ من التأكيد أن الطائفة القوية في الخريف ستخرج من الشتاء لتدخل فصل الربيع وهي قوية، وينصح مع تقدّم العمل في هذا الفصل وتطور المجتمع النحلي تنظيم الإطارات واستبعاد الزائد منها لإضافته عند الحاجة.
وعندما يبدأ النحل بتخزين العسل في الإطارات مع بداية موسم جمع الرحيق وتفتح الأزهار، يعدّ استخدام حاجز الملكات ضرورياً لمنع الملكة من وضع البيض في كلّ الإطارات والاقتصار بذلك على صندوق التربية مع متابعة الطائفة وإدارتها بشكل جيد خوفاً من ظهور حمّى التطريد.

وذكرت رستم أن من أهم الممارسات النحلية خلال هذه الفترة هو اختيار الطوائف الأم التي ستربى منها ملكات الطوائف الأخرى وإنتاج الطرود، وبالتالي لابدّ من الاهتمام بها جيداً من حيث التغذية، وتوفير حاجة الخلية من العسل وحبوب الطلع للحصول على طرود قوية، ولا بدّ من المراقبة الدورية والكشف الأسبوعي وتقييم الوضع الصحي للطائفة ومكافحة آفات النحل والتخلص منها كالدبور الأحمر وطائر الوروار والوقاية من الأمراض التي تصيب النحل وأفراد طائفته بالمواد الطبيعية ذات الاستخدام الآمن.
وأشارت رستم إلى أن مهنة تربية النحل تعدّ من المهن العريقة والقديمة التي عمل بها العديد من النحالين المهرة في القطر سعياً لزيادة مصادر الدخل وكسب الأرباح العالية وتوفير فرص العمل للعديد من الأسر الريفية، كما تلعب تربية النحل وصناعة منتجاته دوراً محورياً في القطاع الزراعي، وهي لا تنحصر في منطقة أو بيئة مناخية معينة، وتعدّ سورية بيئة زاخرة وغنية بالمراعي الطبيعية والزراعية، واعتمدت التربية في القدم على الخلايا البلدية المصنوعة من الطين وجذوع الأشجار وغيرها، ثم تطورت الخلايا لنموذج لانغستروت العالمي الذي سهل عمل النحال وساعد في عمليات النقل والترحيل لتنويع مصادر الغذاء للنحل وتوفير المراعي المتنوعة على مدار العام، وبالتالي تنوع بالأعسال المنتجة.