انقسامات واستقالات في إدارة بايدن
تقرير إخباري
شهدت إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” انقساماتٍ واستقالاتٍ بالجملة من عدّة مناصب، ولاسيما في وزارة الخارجية احتجاجاً على سياسة بايدن تجاه الحرب على قطاع غزّة.
لقد تسبّبت حرب غزّة في صدوع داخل الإدارة الأمريكية، وأزعجت العديد من المسؤولين داخل البيت الأبيض وخارجه وانقسموا بين مؤيّد ومعارض لتعامل بايدن مع الحرب، وظهر الانقسام داخل البيت الأبيض بين مساعدي بايدن القدامى والموظفين الأصغر سناً من خلفيات متعدّدة.
ويتضح يوماً بعد يوم مدى الانقسام الذي أحدثته تلك الحرب ليس فقط على المستوى الجماهيري الذي بدا واضحاً من خلال الاحتجاجات العارمة التي تشهدها الجامعات الأمريكية اليوم، وإنما داخل أبرز المؤسسات الكبرى والأكثر حساسية مثل وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ووزارة الخارجية.
فقد نشرت مسؤولة كبيرة في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية صورة مؤيّدة لفلسطين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعد أسبوعين من هجوم السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣، الأمر الذي وُصف بأنه بيان سياسي علني نادر لضابط استخباراتي كبير حول الحرب التي أثارت انشقاقاً داخل إدارة بايدن.
وأكدت الخارجية الأمريكية استقالة “هالة غريط” المتحدثة الناطقة بالعربية باسم وزارة الخارجية الأمريكية من منصبها في ٢٤ نيسان الفائت، وذلك اعتراضاً منها على سياسة بلادها تجاه الحرب على غزّة.
وتعدّ “غريط” ثالث مسؤول بوزارة الخارجية يستقيل من منصبه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة في السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣، وسبقتها “أنيل شيلين” من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية حيث أعلنت استقالتها في آذار الفائت لأنها كما تقول لا تستطيع أن تخدم في إدارة تسمح بالمجازر التي ترتكبها “إسرائيل”.
وكان “جوش باول”، المدير السابق لمكتب الشؤون العسكرية السياسية بوزارة الخارجية قد أعلن استقالته من منصبه في ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٣، معلّلاً سبب استقالته بأنه لا يستطيع دعم المزيد من المساعدات الأمريكية لـ”إسرائيل”.
وكان أكثر من ألف مسؤول في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التابعة لوزارة الخارجية وقّعوا في تشرين الثاني ٢٠٢٣، رسالة مفتوحة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقد وردت تقارير عن علامات انشقاق في إدارة بايدن مع استمرار تزايد أعمال القتل والإبادة في قطاع غزّة.
ووسط تقارير إعلامية أفادت عن حالات من الاستياء الشديد داخل وزارة الخارجية، أقرّ وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” بالأثر العاطفي الذي تركته الحرب على غزّة على موظفيه.
وفي هذا السياق، ذكر موقع “هافينغتون بوست” أنّ موظفي وزارة الخارجية مستاؤون من السياسة الأمريكية حيال النزاع في الشرق الأوسط، حيث تحدّث أحدهم للموقع عن “عصيان” يجري التخطيط له في الوزارة.
وتتعرّض الولايات المتحدة بسبب دعمها للكيان الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزّة، لانتقادات متزايدة من منظمات حقوقية دولية، إذ لم تكتف الإدارة الأمريكية بالمباركة والتضامن مع الكيان الإسرائيلي، بل أرسلت دعماً عسكرياً، وطلب الرئيس بايدن من الكونغرس الموافقة على تقديم مساعدات مالية للكيان بقيمة ٢٦ مليون دولار، ما أثار حفيظة موظفي وزارة الخارجية الأمريكية وعزّز حالة الإحباط ومحاولة تمرّدهم.
د.معن منيف سليمان