في عيدهم.. عمال سورية على العهد باقون
د. معن منيف سليمان
يحتفل العالم في مثل هذا اليوم بعيد العمال العالمي الذي يحلّ في الأوّل من أيار من كل عام، وهو مناسبة لتأكيد استمرار العمل وإنجازه بروح المسؤولية، وحماية حقوق العمال ومكتسباتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
إنّ هذا اليوم يرمز إلى قدسيّة العمل والتفاني فيه في سبيل مواجهة التحدّيات التي تواجه العمال. ففي سورية أثبتت الأحداث والوقائع التي واجهتها سورية أنّ العمال السوريين هم جند الوطن الأوفياء وبناته الحقيقيّون الذين لم يألُوا جهداً على الرّغم من الظروف الصعبة في سبيل الدفاع عن الوطن والحفاظ على السيادة الوطنية والمكتسبات التي تحقّقت منذ فجر التصحيح.
وخلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية منذ نحو ثلاثة عشر عاماً حتى اليوم، قدّم العمال السوريون كل ما يمكن لتأمين مستلزمات الصمود والانتصار على المجاميع الإرهابية وداعميها، وبفضل تضحياتهم تمكّن المواطن السوري من الحصول على حاجاته على الرّغم من الحصار الجائر والخانق، عبر ما يسمّى “قانون قيصر” بهدف تركيع القيادة الوطنية السورية وإخضاعها لإرادة الغرب الاستعمارية، حيث شنّ الغرب الاستعماري أشرس الحروب الاقتصادية لخنق المواطن السوري وتجويعه وعرقلة عملية إعادة الإعمار والبناء لإرغامه على الخضوع والاستسلام.
وعلى الرغم من ضعف الإمكانات، واصل عمال سورية صمودهم أمام قوى العدوان وعملوا إلى إعادة بناء سورية وتوفير الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، فحافظوا على مؤسّسات الدولة ومنشآت القطاع العام، وأسهموا في إصلاحها وتحديث البنية التحتية والعمل مع الجهات المعنية في التصدّي للفساد والمفسدين وتحقيق الإصلاح الإداري بما يخدم المصلحة العليا للطبقة العاملة، ما انعكس على جميع أوجه الحياة في سورية.
وقد اختلط عرقهم بدماء جيشهم الوطني دفاعاً عن منشآتهم ضدّ قوى التخريب التي تمثلها العصابات الإرهابية المسلّحة من خلال وقوفهم في خندق واحد مع الجيش العربي السوري والعمل بإخلاص وتفانٍ لمعالجة تداعيات الحرب وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية، مستلهمين ذلك من قيم الأول من أيار في النضال والتضحية والصمود.
ولقد شغل العمال دوراً وطنياً بإسناد الجيش العربي السورية كقوة رديفة في تحقيق الانتصارات والإنجازات في شتّى ميادين العمل وباستمرار عملية الإنتاج فيها، مؤكّدين أنّ الطبقة العاملة كانت ولا تزال رديفاً للجيش العربي السورية في مواجهة أعداء الوطن وقوى الظلام التخريبية.
وتعمل الحكومة السورية على دعم الطبقة العاملة وتحسين واقعها المهني والمعيشي، وتحرص على تعزيز المكاسب العمالية وصيانة حقوق العمال من خلال سنّ التشريعات التي تعكس تطلعات وآمال طبقة العمال وتحسين أحوالها الاجتماعية والاقتصادية.
إنّ إعطاء الطبقة العاملة حقوقها وحريتها النقابية ورفع الأجور بما يتناسب مع التحدّيات الراهنة يضمن مستقبلاً أكثر أماناً واستقراراً لجميع المواطنين. وإن الاحتفال بعيد العمال ما هو إلا محطة لمراجعة وتقييم الإنجازات والمضي قدماً خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وهذا يتطلب المزيد من الاستعداد والتحضير من أجل البناء وصناعة النصر.