مسيرتهم حافلة بالعطاء ومطالبهم مؤجلة .. عمال طرطوس ينادون فهل من يسمع؟
دارين حسن
في عيد العمال نستذكر إنجازاتهم وصمودهم وثباتهم في مواقع العمل ليس فقط في أوقات الحرب، وإنما في السلم أيضاً وذلك لاستمرار دوران عجلة الإنتاج بعرق جباههم وسواعدهم السمراء، وبالمقابل لا بد من التذكير بمطالبهم المدورة والمرحّلة من عام لٱخر، علما أن أصواتهم ” بحت” في المؤتمرات السنوية وهم ينادون بها، دون ٱذان صاغية وتنفيذ لأبسط الحقوق!.
استمرار العمل والإنتاج
وبهذه المناسبة كان لـ ” للبعث” اللقاء التالي مع رئيس اتحاد عمال طرطوس أحمد خليل، الذي أكد أن ذكرى عيد العمال مناسبة لتأكيد الانتماء للوطن وبذل المزيد من الجهد لزيادة الإنتاج، وأن الاحتفال بالعيد يأتي تقديراً لجهود العمال المبذولة في سبيل تطوير وازدهار الوطن، والارتقاء بالحالة الاقتصادية ومستوى المعيشة للأفراد والدفع بعجلة التطور نحو الأمام، ومواكبة الدول المتقدمة، مؤكداً أن الطبقة العاملة ما تزال صامدة بالرغم من المعاناة والظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الوطن.
مطالب مشروعة
وبيّن “خليل” أن عدد عمال محافظة طرطوس يبلغ حوالي /71011/ عامل وعاملة في القطاعين العام والخاص لغاية نهاية عام 2023، وتتجلى مطالبهم وفقاً لرئيس الاتحاد، بزيادة الرواتب والأجور وضبط الغلاء الفاحش والمتزايد للمواد الأساسية، والسماح لكافة مؤسسات القطاع العام بإقامة المسابقات المحلية لرفدها بالكوادر العمالية اللازمة، والحد من المركزية ومنح الصلاحيات للإدارات لتستطيع القيام بواجبها و اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تسهيل و تبسيط أمور المواطنين والتخفيف من الروتين، كذلك يطالب العمال بإعادة النظر بمتممات الراتب وتعويضات العمال، والإسراع بالبت بالتعليمات التنفيذية بمرسوم الحوافز رقم / 252/ بعد أن تم إيقاف العمل به، ومنح العمال بدل نقدي عن اللباس العمالي والوجبة الغذائية وبدل نقل للعاملين للتخفيف من الظروف الراهنة والوضع المعيشي.
الرقابة والمساءلة
وأكد “خليل” ان عمال طرطوس كغيرهم من عمال الوطن يؤكدون في مؤتمراتهم النقابية على ضرورة وجود الرقابة الوقائية لكافة المؤسسات حرصاً على المال العام وحماية العاملين من الوقوع بالخطأ، كما يطالب عمال المحافظة بالإسراع بتنفيذ وإنهاء بناء جامعة طرطوس لما لذلك من تأثير إيجابي على العمال وأبنائهم على امتداد المحافظة والتي ترفد كافة المحافظات بالكوادر والخبرات العلمية العالية، ويطالبون أيضاً بتأمين المستلزمات الطبية والأدوية في المشافي العامة للتخفيف على المواطنين، واختيار الإدارات وفق أسس ومعايير مدروسة و التأني في اتخاذ القرارات التي تنعكس إيجاباً على عمل المؤسسات والمال العام، وأشار رئيس اتحاد عمال طرطوس إلى ضرورة دعم القطاع الزراعي وتوفير كافة المستلزمات من سماد وبذار وأدوية ومحروقات، والاهتمام بالثروة الحيوانية وتشجيعها خاصة لدى سكان الأرياف وزيادة الثروة السمكية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيض أسعارها المرتفعة، ودعم القطاع السياحي في المحافظة وتأمين البنية التحتية لمشاريع المواقع الأثرية السياحية في ظل توفر المقومات والمناطق المؤهلة للاستثمار السياحي.
متابعة نقابية
وردا على سؤال “البعث” حول دور اتحاد عمال طرطوس لتحقيق مطالب عماله، أوضح “خليل” أن اتحاد عمال طرطوس يعمل بتوجيهات من الاتحاد العام لنقابات العمال بشكلٍ دائم على توفير الظروف المناسبة لاستمرار العمل والإنتاج، ويسعى لمنح العمال حقوقهم وحمايتهم من خلال متابعة نقاباتهم لمشاكلهم، كما يعمل لتقديم كل الدعم والمساعدة للأخوة العمال وأسرهم من خلال تكريم أبناء العمال المتفوقين على مستوى المحافظة بالشهادة الثانوية بكافة فروعها، وتقديم الإعانات الإنسانية لكل الحالات التي تستدعي تقديم الإعانة، كما يتم تعديل صناديق التكافل الاجتماعي الموحد وصناديق المساعدة الاجتماعية لكافة النقابات بما يحقق مصلحة العامل، إضافة إلى أنه يتم عقد اجتماع الهيئات النقابية والمؤتمرات النقابية السنوية وطرح القضايا العمالية ومطالبة الجهات المعنية إيجاد الحلول المناسبة، كذلك تنظيم جولات على مواقع العمل والاطلاع على مشاكل العمال ومعوقات العمل.
مراسلة ومتابعة
وبالوقوف على المطالب التي تحققت خلال عام والمطالب قيد التحقيق، أشار “خليل” إلى قيام اتحاد عمال المحافظة بتحقيق المطالب العمالية على مستوى المحافظة بشكل محلي ومراسلة الوزارات والجهات المعنية العليا لتسهيل كافة المشاريع واتخاذ القرارات التي تعود بالنفع للصالح العام، كما تم إقامة الدورات للمرأة العاملة ( إعلام الكتروني، صناعة منظفات، محاسبة، صناعات منزلية….) في المدينة والأرياف التابعة لها.
الارتقاء بالعمل الجماعي
وبخصوص تنسيب العمال للاتحاد والمزايا المقدمة للعاملين المنتسبين؟ أفاد رئيس الاتحاد: أن هناك متابعة دائمة لمشاكل العمال المنتسبين والحفاظ على حقوقهم ونشر التوعية والثقافة وتوحيد صفوفهم للارتقاء بالعمل الجماعي بما ينعكس إيجابا على المستوى المعيشي والإنتاج، مشيراً إلى جملة إجراءات عمل عليها فرع الاتحاد خلال السنوات الماضية من أجل كسب ثقة العمال لما يقدمه من خدمات ثقافية عن طريق الدورات النقابية التي يقيمها الاتحاد العام، وإعانات ومساعدات إنسانية من صناديق النقابات والاتحاد، بالإضافة إلى التواصل الدائم و التعامل مع الإدارات لإعطاء العامل حقوقه ضمن القوانين والأنظمة، وكان هناك ازدياد دائم بعدد العمال المنتسبين مما يؤكد على أهمية العمل النقابي ودوره الفعال بالنسبة للعمال في القطاعين العام والخاص.
جزء من العملية الإنتاجية
وبالحديث عن أهمية دور القطاع الخاص كرديف للقطاع العام ودور الاتحاد في متابعة قضايا عماله، لفت الرفيق خليل إلى أن القطاع الخاص جزءاً لا يتجزأ من العملية الإنتاجية في كافة المجالات الخدمية والصناعية والسياحية في المحافظة، ويتم المتابعة من قبل الأمانات والنقابات التابعة للاتحاد كل بحسب القطاعات التابعة لها والتواجد في ساحات العمل في المحافظة وحماية العمال سواءً في القطاع العام أو الخاص.
هل تتحقق؟
وختم رئيس الاتحاد حديثه بمقترحات للنهوض بواقع الطبقة العاملة، كالسعي لإيجاد حل لمشكلة انقطاع الكهرباء في المحافظة لانعكاسه السلبي على كافة جوانب الحياة الاقتصادية والسياحية والاجتماعية، وتشميل كافة العمال الذين يستحقون بمرسوم المهن الشاقة والخطرة في كافة قطاعات العمل، وتحسين الطبابة وتعديل تسعيرة وزارة الصحة، والعمل على تأمين معدات الأمن الصناعي والعمل والسلامة المهنية في كافة قطاعات العمل في المحافظة من خلال رصد اعتمادات كافية لتأمين هذه المعدات لكافة العمال، والعمل على تثبيت العاملين المؤقتين بعقود سنوية في كافة قطاعات الدولة، ووضع نقاط تفضيلية في المسابقات المزمع إجراؤها في المحافظة مستقبلاً، وخاصة في دوائر الدولة ذات الطابع الإنتاجي المهني، والعمل على تأمين وسائل نقل جماعية من وإلى أماكن العمل نظراً لارتفاع أجور النقل وتأثيرها على حياة العامل بشكل مباشر ، وتعديل القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم/ 50/ لعام /2004/ والقانون رقم /17/ لعام /2010/ بما يتناسب مع الظروف المعيشية والاقتصادية.