أكثر قوة وحضوراً
بشير فرزان
لم تغب الطبقة العاملة عن الحياة العامة في المجتمع السوري، ولم تكن بعيدة عن ساحات النضال والعمل، وكانت في مقدمة القوى الوطنية الفاعلة في صناعة الاستقلال ومواجهة قوى الاستغلال والرجعية وبناء دولة المؤسسات وبناها التحتية التي كانت عاملاً مهماً من عوامل الصمود والانتصار. وطبعاً ارتبط الحضور العمالي بتواجد المنظمة النقابية ممثلة بالاتحاد العام لنقابات العمال الذي أخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الطبقة العاملة وحماية حقوقها حيث اتكأت الهموم والمطالب العمالية على دوره الريادي في توجيه الدفة العمالية والنقابية نحو العمل والإنتاج.
واليوم، وفي عيد الأول من أيار (عيد العمال العالمي)، نستذكر حالة الصمود خلف خطوط الإنتاج لصنع مقومات الحياة، حيث لايمكن إغفال حقيقة الدور الاستثنائي الذي قامت به الطبقة العاملة رغم دقة الأحداث، فلم تتوان أو تسقط من أجندة عملها اليومي أنها مؤتمنة على المصلحة الوطنية.
ولاشك أن كل ما حققته الطبقة العاملة خلال العقود الماضية وما تقوم به الآن في ظل الظروف الصعبة الحالية يجسد حقيقة دورها الأساسي في الحياة الوطنية السورية بكل تفاصيلها، فقد استطاعت تخطي التحديات التي واجهتها وصنعت بنضالها إلى جانب كافة أبناء الشعب السوري حاضر سورية المشرق ومستقبلها الذي يعنون دائماً بالمزيد من التطور والتقدم والصمود والمقاومة.
ويمكن القول أن الطبقة العاملة تقدم أنموذجاً لا مثيل له في الوطنية والنضال، وهي اليوم أكثر قوة وحضوراً سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي العربي، فالطبقة العاملة السورية وحركتها النقابية، التي امتلكت تاريخا مشرفاً في القضايا الوطنية، وقفت في خندق الصمود لمواجهة الحرب الكونية التي تستهدف الشعب السوري بكل مكوناته، وهي تؤكد باعتبارها الفصيل المهم من فصائل المقاومة السورية أن السيادة الوطنية السورية خط أحمر لا يمكن لأحد تجاوزه تحت أي تسمية. وفي المقابل، تدرك بكل مسؤولية حساسية المرحلة وخطورتها، وأن الأيام القادمة تحتاج إلى المزيد من العمل والصبر والحرص على الإصلاح الحقيقي الذي يخدم المصلحة الوطنية.