“كن بطل قصتك” في مهرجان الشارقة القرائي للطفل
الشارقة ـ غالية خوجة
الزائر لمهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـخامسة عشرة، الممتدة حتى الـ 18 من أيار الجاري، يلاحظ كيف يحضر الطفل شريكاً في الكتابة والقراءة وتنمية المواهب في مختلف المجالات المتمحورة حول شعار “كن بطل قصتك”، ليجد كيف تحوّل “إكسبو الشارقة” إلى مساحات متفرعة بعناوين جذابة متناسبة مع صيغتها الديكورية لكل عنوان، مثل سفراء الحياة الرقمية الآمنة، مدرسة المواهب، مركز التفكير، ملتقى الثقافة، المركز الإبداعي، وركن القصص المصورة.
وتحتفي هذه الدورة بمؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، كما تحضر جائزة اتصالات لكتاب الطفل، بالإضافة إلى جائزة الشارقة لكل من كتاب الطفل، وكتاب الطفل الموجه لذوي الاحتياجات البصرية، والكتاب الضوئي، ورسوم كتب الأطفال، أمّا البرنامج فيتضمن عدداً كبيراً من الفعاليات الهادفة إلى تنمية الملكات وتطوير الشخصية وانفتاح العقل والمخيلة، وتتوزع إلى جلسات ثقافية وورش عمل تفاعلية كتابية وقرائية وحوارية وفنية ومعرفية، منها ورشة قصص وست لوحات، وتصميم ألعاب ميكانيكبة، ودمى الوتد، ورسوم ثلاثية الأبعاد، والرسم بالظلال، والحديقة الخرافية، وإيقاعات عالمية، ومسرحيات بعدة لغات.
ويستقبل المهرجان الذي افتتحه سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة ونظمته “هيئة الشارقة للكتاب” ـ زواره بسينوغرافيا متناغمة تبدأ من باب الدخول بهيئة كتاب طالع بين الأغصان والأضواء والكائنات المحببة للطفل مثل الدمى الحكائية بزيّها الكارتوني، ونظاراتها، وابتساماتها، وما تتركه من جوّ حكائي يتخيله كل زائر من مختلف الأعمار.
وبينما تتدلى الفراشات من السقف، يرى الزائر الأطفال يمشون في الردهات والقاعات مع أهاليهم مستمتعين بعوالم المعرض، ومنهم فاطمة التي أجابتني عن هدفها من الزيارة: أحب الكتب وخصوصاً الحكايات والقصص المرسومة.
وتابعت تجوالي بين دُور النشر العربية والأجنبية ومنها دُور سورية، واشتملت منتجاتها المتنوعة على الكثير من الكتب الورقية والافتراضية بوسائلها الخاصة المتكاملة مع الألعاب التعليمية والتكنولوجية.وبين الأجنحة تبرز “دار صديقات للنشر والتوزيع” ـ إماراتية، لمؤسستها الشاعرة صالحة غابش، مديرة تحرير مجلة “صديقاتي العزيزات” التي أجابتني عن اهتمامات الدار وأهدافها: نهتم بالكتابة الموجهة للأطفال والفتيات واليافعات، بالإضافة إلى مجلة “صديقاتي العزيزات” كأول مجلة عربية ومحلية موجهة للفتيات بعيداً عن المجلات المترجَمة، والهدف، منذ البداية، رسائل موجهة للفتيات الصغيرات واليافعات، لأنني أتخيل الفتاة أمّاً مستقبلية تبني الأجيال والمجتمع، ولا سيما وأنّ أي طفلة وفتاة تحب الألعاب والحوار مع الألعاب.
وأضافت غابش: “لذلك، ومن خلال المجلة والقصص والروايات والكتب التي تصدرها الدار، حرصت على الدعم المعرفي والاجتماعي والعاطفي والثقافي، وكتبتُ عن الفرق بين “المراهقة” و”اليفاعة”، وتحدثت في كتاب “وردي وأزرق” عن شخصيات يافعة أنجزت أعمالاً عظيمة، مثل محمد بن القاسم الذي فتح الهند والسند وكان عمره 19 سنة، ولويس برايل الذي اخترع نظام القراءة “برايل” الخاص بالمكفوفين وهو بعمر 15 سنة، وهناك العديد من الشخصيات اليافعة في التاريخ العربي والإسلامي والعالمي قدمت للإنسانية الكثير، وهذا أحد محاور اهتمام “دار صديقات” التي وصل عدد إصداراتها إلى 67 كتاباً، أغلبها من تأليفي، كما ألّفت لدُور نشر أخرى، منها دار كلمات، ما عدا كتاباتي في المجلة التي أترأس تحريرها “صديقاتي العزيزات”.
وتحاورنا عن الفروقات بين اليفاعة والمراهقة، وأكدت صالحة غابش، مديرة مجلة “مرامي” أيضاً، والمستشار الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة أن اليفاعة بأحد معانيها هي مرحلة النضج الشبابي الفكري والسلوكي والإنجازي، وبذلك، تختلف كثيراً عن المراهقة بكل تأكيد.
واسترسلت: “لأن المراهقة تركّز على تقلبات الهرمونات الجسدية فقط من الناحية الفيزيولوجية، وهي ليست مبرراً للسماح بالسلوك غير السوي، مثل العنف، والخروج عن طاعة الوالدين، والتمرد على قيم الأسرة والمجتمع، وعدم تقدير المعلّم، لذلك، أقول للجيل الشاب: أنت لست مراهقاً، بل يافعاً، واليفاعة مسؤولية، أنت مسؤول عن نفسك وأسرتك ومجتمعك ووطنك، وهذه هي الفكرة العامة للدار وإصداراتها المتناغمة مع معارض الكتب ومهرجان الشارقة القرائي من أجل تعزيز الانتماء للقيم الأخلاقية والوطنية والإنسانية والحضارية”.