أمل يونس: أعمل على التجديد بأسلوب منفرد قليلاً
طرطوس- هويدا محمد مصطفى
استطاعت الفنانة التشكيلية أمل يونس ومن خلال الرسم دخول عالم الطفل وبهجته الملونة بالعفوية والفرح، ويتميز أسلوبها بالواقعية والانطباعية المستمدة من الطبيعة المفتوحة على نوافذ المدى التصويري الكامن بعفوية لمساتها والتقنيات التأملية للمشهد وفضاءاته، فهي لم تقف عند مدرسة معينة وتميّزت بالتمازج اللوني لإظهار مساحة الضوء والحركة والانفعالات اللونية بشكل لافت، فركزت على رسم الطبيعة والبيوت التراثية والوجوه ومازالت تبحث عن التجديد والحداثة في عالم الفن التشكيلي. تقول: “بدأت الرسم من الصغر، حيث كانت تستهويني الألوان، وأرسم طفولتي بخربشات طفلة تفكّ ضفائرها على مساحة الورق البيضاء، وبدأت المشاركة بمعارض مدرسية وبتشجيع من الأهل والأصدقاء ومعلمة الرسم بالمدرسة تابعت دراسة موهبتي من خلال الدورات وتعليم الرسم بكل أشكاله، ثمّ تخرجت من معهد إعداد المدرسين- قسم الرسم، ولصقل موهبتي أكثر اتبعت دورات مكثفة في مركز مجيب داوود بإشراف ودعم من الفنان الرائع يوسف عيسى والفنان علي حسين”، مبينةً أن الرسم من أقدم وأكثر الوسائل البصرية شيوعاً للتعبير عن المشاعر والانفعالات، وهذا ما يميز كلّ فنان عن الآخر.
وتضيف: “لم يكن تركيزي فقط على الأعمال الواقعية والانطباعية، بل جرّبت العديد من المدارس المختلفة التجريدية والتكعيبية والرومانسية، وحالياً أعمل على التجديد بأسلوب منفرد قليلاً”.
وترى يونس أن تأثير الألوان على اللوحة والانسجام بين الألوان ضرورة فنية وأفضل الألوان الصريحة الواضحة، مبينةً: “أرى باللون الأزرق والبنفسجي الأفق الجميل القادم الذي يدلّ على الهدوء والاستقرار والسلام”.
ومن أهم الفنانين الذين تأثرت بهم “ليوناردو دافنشي” و”رامبرانت فان راين”، إذ أحبّت لوحته الشهيرة “عاصفة على بحر الجليل” و”بابلو بيكاسو” وخاصة لوحته “فتاة أمام المرآة”، مضيفةً: “هذه اللوحة تعدّ واحدة من روائعه٬ وكانت اللوحة معروفة على نطاق واسع بتفسيراتها المتنوعة للحبيب والمحبوبة، كذلك تأثرت بـ”فنسنت فان جوخ” وأشهر لوحاته “ليلة النجوم”، وأنا كفنانة تشكيلية لي بصمتي الخاصة، ولا أنتمي إلى مدرسة محدّدة، وأحب اتباع أسلوب خاص بي ومنفرد”.
وحول تجربتها بتعليم الأطفال الرسم تقول: “بدأت بالتدريس بمعاهد خاصة بإشراف فنان تشكيلي، وبعد دراستي لأصول التدريس في معهد إعداد المدرّسين تمكنت من تهذيب الخطوط عند الأطفال وتطوير قدراتهم من خلال بعض القواعد والمبادئ التي ساعدت على تسهيل الخطوات عند الطفل، وهذه أكبر متعة عندي، وخاصة عندما أفتح طاقة الإبداع عند الأطفال أجد لديهم كنوزاً رائعة، وسعادتي لا توصف عندما أستطيع استخراج هذه الموهبة والانطلاق بها نحو تجديد دائم”.
شاركت يونس بعدد من المعارض الفنية الثقافية والشعبية، وأقامت معارض خاصة مع مجموعة من الفنانين اليافعين والصغار ضمن المركز الثقافي العربي في طرطوس، وتجد أن أكثر ما يشدّ المتفرجين في اللوحة هو وضوح الألوان والمعنى الذي يحاكي الواقع غالباً، مؤكدةً أن لحياتنا تأثيراً على الرسوم من خلال إظهار مشاعر الحب والامتنان والأمان والخذلان والحزن، تقول: “في هذه المعارض نتابع الإبداعات في المجالات الفنية المختلفة، ونرى زيادة بالوعي الفني، بالإضافة إلى رفع مستوى الذوق العام، والقيام بتحاليل فنية، وهي فرصة لسماع النقد الفني من ذوي الاختصاص، بالإضافة إلى دورها في اكتشاف المواهب الفنية لدى المشاركين والعمل على تنميتها وتطويرها”.