“أوراق الحب” من يصل إلى مرتبة الحب يرقَ
أمينة عباس
أرخى عنوان المجموعة القصصية “أوراق الحب” للكاتبة جهينة شبوع ظلاله على حفل التوقيع الذي أقيم، مؤخراً، في المركز الثقافي العربي “أبو رمانة”، حيث كانت فرحة الكاتبة لا توصف بكل من جاء ليشاركها الاحتفاء بما أنجزته وليقلبوا معها أوراق الحب التي خطّتها بعد روايتها التي حملت عنوان “أصل الحكاية، حكاية حب” لتتابع في المجموعة حديثها عن الحب وتقلباته وسكونه وذكرياته. تقول شبوع في تصريحها لـ”البعث”: “تحكي المجموعة عن أنواع الحب، العاطفي والرومانسي وحب الأم والأبناء والوطن، وتلامس أرواح الناس وتتحدث عن الرابط المقدس بين الكاتبة والعائلة والوطن”.
ويصف الكاتب محمد الحفري المجموعة بالقول: “هي رسائل شفيفة، فيها كثير من معاني الحب السامية، وفيها ذلك الدفء الذي نحتاجه أحياناً في القص، وتلك العفوية الصادقة، بالإضافة إلى البراءة التي ما من إبداع من دونها كما يؤكد الكثير من أهل الإبداع، وأنا أميل إلى هذا التيار الذي يؤكد براءة الإبداع من دون الوقوف ضد التيار الذي يقتنع بالحيل السردية وتنوع الأسلوبية”، مبيناً أن الكاتبة في أوراقها تشتغل على تلك المنمنمات الوجودية القلقة، وتستحضر مَن أحبتهم لكي تزهر مع الحروف الباهية في ليلة فرح، موجهة خطوط لوحاتها إلى مواضع شتى ومطارح كثيرة تهزّ بها أعماقنا.
ويجلّ الدكتور عبد الله الشاهر من يعرفون الحب، فيقول في قراءته للمجموعة: “أن تكون محباً فهذا يعني أنك أنسنت حياتك وأنرت مساراتك.. الإنسان لا يرقى إلى الإنسانية إلا بالحب، والكون الوجودي كله محكوم بالحب، فالحب فضاء ونقاء وسمو وبه نعني ذاتنا ونكتشف قدراتنا، وبين حلم وذاكرة بعيدة فردت جهينة شبوع في مجموعتها القصصية أوراق الحب وباحت بما لديها من لواعج تنوَّعت مناهله وتعدَّدت أشكاله، فهل نجد عند جهينة الخبر اليقين كي تبوح لنا بالحب الدفين؟”، مشيراً إلى أن القاصَّة تكلَّمت كلام بوح وحنين وصل إلى مرتبة الحب، ومن يصل إلى مرتبة الحب يرقَ، متوقفاً عند الغلاف: “قلب حب مُطوَّق بأزاهير حمراء على مساحة زهرية، وأتى عنوان المجموعة باللون الأحمر ليدلَّ على حالة وجد واشتغال من الناحية البصرية فحقَّق الهدف منه وأوفى بالمضمون، فيما أتى الإهداء جميلاً إلى الأم والوطن والأحبة والإنسانية، فالقاصة تعني أنَّ الحب إنسانية”.
أما الكاتب والإعلامي عماد نداف فرأى أن الكاتبة في هذه المجموعة أعادت للحب مفهومه الإنساني الأرقى الذي يرتبط بحب الوطن والأم والأسرة، ومن ثم الإنسان، ليؤكد أنَّ المجموعة واحدة من المجموعات الجديدة التي تحمل هوية في القص السوري اسمه الحب الذي توزع في المجموعة، وهو ما نفتقده اليوم، والقارئ بأمسّ الحاجة إليه اليوم.
تقع المجموعة في مائة وثلاث صفحات من القطع الوسط وهي صادرة عن “دار توتول للطباعة”، وقد أشار مديرها الكاتب محمد الطاهر إلى أن الحب هو اللغة المشتركة بين لغات الشعوب، وهو لغة لا يملّ الإنسان منها، لذلك جاءت المجموعة رشيقة، كتبتها الكاتبة بلغة الفراشات والطفولة والأمومة.
أما الكاتبة فقد وصفت أوراقها بأنها “أوراق من أشجار الزيزفون والصفصفاف الخجول، جاءت إليكم قوارب ورقية مبللة بماء العاصي العذب، حاملة على متنها المنثور والأقحوان وأزهار نيسان لتلقي السلام على أهل دمشق وياسمينها”.
يُذكر أن حفل التوقيع الذي قدّمته الإعلامية أروى شاهين تخلله عرض بصري يعرّف بالمجموعة من إعداد وإخراج الإعلامي عماد نداف، كما شارك فيه الشاعر ماجد حمدان الذي ألقى نصوصاً زجلية عبّر فيها عن إعجابه بالمجموعة وعن أهمية الحب في حياتنا.