مواسم انتهت قبل أن تبدأ.. خضار موجة الصقيع “وفرة ورخص يليهما شحّ وغلاء”
دمشق- ميس بركات
أثارت موجة الصقيع التي حصلت خلال اليومين الماضيين مخاوف الفلاحين على محاصيلهم الزراعية من جهة، ومخاوف المستهلكين من ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في حال انخفض الإنتاج من جهة أخرى، إذ امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بمطالب ومناشدات الفلاحين للجهات المعنية بإيجاد حلول فورية وتدخلات واقعية تهدّئ من روعهم بعد ما سمّوه بالكارثة الطبيعية التي قضت على مصدر دخل الكثير من الأسر لعام بأكمله، وحمّلتهم ديوناً لا يمكن سدادها بعد هذه الكارثة بسنوات، ولاسيما أن الكثير من الفلاحين اعتادوا على تسجيل فاتورة السماد والمبيدات والأدوية وأجور الفلاحة وغيرها من مستلزمات الإنتاج المرتفعة التكاليف إلى نهاية الموسم الذي للأسف انتهى قبل أن يبدأ، ولاسيما الأشجار المثمرة التي هي حالياً في مرحلة العقد، وتحدث البعض عن حلول بإيجاد قروض يكون سدادها بعد عام أو أكثر، ليؤكد الخبير التنموي أكرم عفيف، في تصريح لـ “البعث”، أن كتلة الأضرار التي لحقت بالمحاصيل لا يمكن معرفتها، خاصة وأنها لم تكن شاملة، فما حصل كان عبارة عن حالة تطرف طقسي ورياح عمودية تسبّبت بـأضرار في مكان معيّن، في حين كان الجو طبيعياً بما يبعد عنها بعشرة أمتار، لافتاً إلى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي ستُضاعف حجم خسارة وضرر المزارعين.
الخبير التنموي تحدث عن السيناريو الذي ينتظر الفلاح والمواطن في الأيام التي تلي هذه الكارثة التي ستترك بصمتها على أسعار المحاصيل، فمثلاً سيتمّ طرح كميات كبيرة من البندورة التي تضررت اليومين الماضيين كونها غير قابلة للتخزين بعدما حصل إلى حين انخفاض كمياتها لتعاود الارتفاع بشكل كبير نتيجة شحّ المادة، وهذا سينطبق على باقي المحاصيل، ورفض عفيف تعميم الخسائر على جميع المحاصيل خاصّة وأن القمح تأذى في أماكن معينة في حين أنه لم يتعرّض لكارثة طبيعية في مناطق أخرى، إلا أن استمرار الأجواء الرطبة قد يؤثر على هذا الموسم، لافتاً إلى عدم إمكانية مواجهة أو إيجاد خطط تتلافى تقلبات الطقس سوى بالتوجّه لزراعات معينة تتحمّل الظروف المناخية المتقلبة وهذا يحتاج للكثير من العمل والدراسات، فهذا التطرف الطقسي لم يحدث في سورية فقط بل كان على المستوى العالمي، وبالتالي يحتاج لخطة عالمية للمحافظة على التوازن البيئي والطبيعي.