ثقافةصحيفة البعث

في مهرجانها الرابع.. “البنفسج” تكرّم مجموعة من الأدباء والفنانين

ملده شويكاني

يا أرض بغداد إليك جبيني

هذا لأن شموخك يعنيني

بالشعر والموسيقا احتفلت مجلة البنفسج العراقية -الورقية- بعامها الرابع في مهرجان “البنفسج في رحاب الياسمين الرابع- 2024)، في المنتدى الثقافي العراقي في دمشق، بإشراف الرفيقة منى هيلانة أمين سرّ مكتب قطر العراق، وبحضور رئيس المنتدى الدكتور محمود شمسة وحشد جماهيري، احتفاءً بضيوف الشرف الكاتب والسيناريست والصحفي حسن م يوسف، الذي أغنت أعماله الدراما السورية والعربية، وترجمت أعماله الأدبية إلى لغات عدة، منها الصينية والإسبانية والفرنسية، فله العديد من المجموعات القصصية، منها “أب مستعار” كما كتب للمسرح والسينما، فمن مسرحياته “الأصدقاء الستة”، ومن أفلامه “زمن الصمت”، والمخرج السوري غزوان بريجان الحاصل على بكالوريوس في الإخراج المسرحي من المعهد العالي في مصر، وله العديد من المشاركات السينمائية والمسرحية والتلفزيونية، كما عمل بالدراما العراقية فأخرج ثلاثة أعمال “كاريزما” و”حب في الهند” وآخرها “السيدة” التي رصدت الحياة العراقية من سبعينيات القرن الماضي حتى 2004، بمشاركة عدد من الممثلين السوريين والعراقيين، وعمل على إيجاد بيئة عراقية بتقنية جديدة.

والفنان الدمشقي عليّ كريم الحاصل على إجازة من كلية الآداب- قسم الفلسفة، وانطلق من السينما إلى عالم المسرح، وأبدع بالدراما التلفزيونية فحقق انتشاراً على الصعيد المحلي والعربي، واشتهر بمشاركاته بأعمال البيئة الشامية بأدائه الرائع وتمكنه من المفردات الشامية، من أشهر الشخصيات التي قدمها شخصية العكيد “أبو النار” في باب الحارة.

كما احتُفي بإصدار ثلاثة كتب تمت طباعتها في بغداد للأعضاء العاملين بفريق المجلة، وهي “لغة الضاد” للكاتبة نبيلة محمود يحيى، و”همسات على رصيف الانتظار” للشاعرة تغريد عارف إبراهيم، و”غيابك غربتي” للشاعرة مها شقرا.

وأشاد الشاعر علي الجابر رئيس مجلس إدارة مجلة “البنفسج” الورقية العراقية بالنخب الحاضرة من سورية والعراق وفلسطين، ثم تحدث عن المجلة في ربوع دمشق التي تحتفل بمهرجانها الرابع وتصدر العدد السادس والثلاثين، مبيّناً أنه في كل عام يتم اختيار مجموعة من المبدعين بكل المجالات الأدبية والفنية والعلمية والفلكية والرياضية لتكريمهم لما قدموه من رسالة إنسانية، بالإضافة إلى طباعة عدة كتب للأعضاء من فريق عمل المجلة.

ومن ثم تنوعت الفقرات الشعرية لشعراء سوريين وعراقيين وفلسطينيين بأساليب مختلفة، فتتالت القصائد العمودية والنثرية وحفلت بأنواع التناص والاقتباس، والتغني بالأرض والحنين، لكن قصائد الحب باسترسالات وغزليات شغلت الحيز الأكبر.

بدأ الشاعر رضوان قاسم بقصيدة “عذراً” تصف القتل والتدمير، استهلها بالتساؤل والاستفهام:

ماذا تجدينا الكلمات؟

هل كان الحبر الأزرق

يمنع للزورق

من أن يغرق في بحر الظلمات؟

مستنكراً ما تفعله الكلمات:

“سيّجنا الوطن الغالي بأغانينا

وحشونا كل بنادقنا بقوافينا

ما منعت عنا الأعداء

لا”

ليتابع إبراهيم فهد منصور بقصيدة عاطفية، بعنوان “إلى جنة عرضها مقلتاي”:

يدل عليك كسوف الصبايا

كأنك شمس وهن مرايا

متأثراً بالتناص الجزئي في قول جلال الدين الرومي “كأنك العيد والباقون أيام”

في حين باحت قصيدة آيات جوبان  بعذابات أنثى تعاتب نكران وهجران الحبيب:

إلام سينتهي بيديك حبسي

لنيل مطالبي أم قطع رأسي

يعزّ عليّ أن الماء حولي

وتملأ كل كأس دون كأسي

وخصّت الشاعرة نوار الشاطر مدن فلسطين التي تواجه العدو الصهيوني بقصيدتها العروبية:

القدس ..

سنابل الدموع

ضفائر الشمس

في رماد الحلم

دائمة البتولية

أنت

الخيانة

جسدهم العاري

إلا من

ثوب شرف ممزق

بينما ألقى الشاعر العراقي صالح الكندي مجموعة قصائد وطنية، منها: سوريتي

سوريتي بدمي

روحي لها لأنها توءمي

هذا أخي يا بن عروبتنا

بشار أنت الضوء بالأمم

وتابع الشاعر العراقي عامر لعراقي بقصيدة نهر الأسى، بُنيت على مخاطبة الذات:

فلا تبالي وقولي جُنّ بك

وراح يكتب عما بات يرضيه

وسار يهذي بلا وعي ولا حدس

يسعى إلى حتفه والشعر يُرثيه

وتغزلت الشاعرة روّد مرزوق بقصيدتها ياسيد العشاق بسمرة جفنيه وقامته ومنكبيه، لتصل بالتمني إلى:

ياليت أبقى في يديك أميرة

ياليت حبّك صادق لا يكذب

كما شارك شاعر الزجل مروان عكوان بقصيدة خصّ بها نجاحات مجلة البنفسج:

أربع سنين وكان موسمها غني

وصلت صدى الحروف لكل الدني

ولابد من التناغم بين الشعر والموسيقا، فعزف عدنان الحايك على الكمان مقاطع من أجمل أغنيات الزمن الجميل لأم كلثوم “ألف ليلة وليلة”، و”قارئة الفنجان” لعبد الحليم حافظ، و”أنا بعشقك” لميادة الحناوي، مع مجموعة فيروزيات، تألقت بـ”زهرة المدائن”.

وفي نهاية الفعالية تمّ تكريم ضيوف الشرف بتقديم الدكتور محمود شمسة والشاعر علي الجابر وفريق إدارة المجلة درع التكريم لهم، كما قدموا الميداليات وشهادات التكريم للمشاركين ولمجموعة من الشخصيات، منهم الفنان عدنان عبد الجليل، والأستاذة في كلية الفنون الجميلة الدكتورة كنده معروف.

وعلى هامش الفعالية، تحدث المخرج غزوان بريجان مع الإعلاميين عن أهمية تكريم المنتدى الثقافي العراقي في قلب الياسمين مجموعة من الشخصيات السورية والفلسطينية والعراقية: “من الطبيعي أن يكون مسارنا الأدبي والثقافي والفني والإعلامي واحداً، وأتمنى أن تتكرر هذه اللقاءات بالقاهرة أو ليبيا أو تونس أو بأي بلد عربي وأن نبقى أشقاء، فدورنا كشعوب أن نلتقي مع بعضنا ولاسيما بالأزمات، وقد تشرفتُ بالعمل بالدراما العراقية بالإخراج مع فريق سوري وعراقي، ولم نشعر بأي غربة.

كما أشاد الفنان علي كريّم بمبادرة التكريم وباستقبال الحاضرين الحافل بالمحبة وبأجواء الموسيقا والشعر.

أما الشاعرة تغريد عارف إبراهيم التي احتفت بإصدار مجموعتها الشعرية “همسات على حافة الانتظار”، فأثنت على اهتمام الإدارة بتكريم الأعضاء بالطباعة لهم، ما يدفعهم نحو مزيد من الشغف والإبداع.