في معادلة الاقتصاد المنزلي.. توازن بين الإنفاق والدخل الأسري وتدبير معيشي لتجاوز الأزمات
دمشق- البعث
لم يعد همّ المواطن معرفة أسباب غلاء الأسعار، بل همّه الأكبر كيف يستطيع تأمين قوت يومه ومستلزمات أسرته التي باتت تتثاقل بأعبائها على دخله المحدود وأزماته المتتالية التي دفعت بالكثيرين إلى البحث عن فرص عمل جديدة وأساليب بسيطة من أجل تأمين لقمة العيش ومصدر دخل يساعد على تحقيق التوازن بين الدخل والإنفاق وفي مقدمتها الاقتصاد المنزلي.
ولا شكّ أن حضور الاقتصاد المنزلي بات اليوم أكثر قوة داخل الحياة العامة، كونه يجعل كل منزل مريحاً ومناسباً من الناحية المعيشية وسليماً من الناحية الاقتصادية والصحية ومسؤولاً ومشاركاً من الناحية البيئية والاجتماعية ليعيش أفراد الأسرة جواً يسوده التعاون والاحترام المتبادل، ويركز هذا المفهوم الذي تعدّ الأسرة بكل أفرادها محور اهتمامه على تهيئة سبل الربط بين موارد الأسرة وأهدافها وبين حجمها ويعطي أهمية كبيرة للجانب العلمي لاتباع أحدث القواعد العلمية الحديثة وتطبيقها في شتى أنشطة الحياة اليومية، بما يتناسب مع نمط الحياة وسهولة التكيّف مع تغيرات الأوضاع التي تمسّ حياة الأسرة والمجتمع كمشكلة نقص الغذاء وخروج المرأة للعمل.
وبرأي نيريمين السالم (المهندسة في علم الاقتصاد المنزلي) أنه علم يشمل جميع المجالات (الغذاء، التغذية، إدارة المنزل، النسيج، الديكور، التصميم) ليستطيع الفرد إدارة موارد الأسرة المادية والبشرية لتحقيق أهداف الأسرة بشكل سليم يتماشى مع قدرات وميول الأفراد، والهدف منه العقلانية لتخفيف تكاليف الحياة اليومية، كما أن له علاقة بكل العلوم الأخرى.
إضافة إلى أن الاقتصاد المنزلي يشمل الجنسين، ذكوراً وإناثاً، لأنه علم يتناول جميع المواضيع المعنية بالأسرة، أي الهدف الأساسي منه إدارة الموارد، فالاقتصاد المنزلي يساعد أفراد الأسرة على إدارة الميزانية بشكل سليم، وتحديد احتياجاتهم الأساسية ثم الرفاهية والفصل بينهما مثلاً (مبلغ لدفع الإيجار، بند الغذاء 10%، الفواتير، أقساط المدرسة، خطة الطوارئ حجز مبلغ ضئيل شهرياً من الميزانية للاستفادة منه في حالة الطوارئ في حالة المرض، السفر) ثم تأتي الاحتياجات الأخرى كالملابس في وقتنا الحاضر، وهنا تقوم المرأة بعملية جرد للملابس وتخصيص المبلغ المراد للشراء قبل خروجها من المنزل، لأن النساء فيزيولوجياً برغبن بالشراء كهواية وليس كحاجة.
ولفتت إلى أن جميع أفراد الأسرة يشاركون بتحمّل المسؤولية في إدارة الموارد البشرية كالوقت والجهد والموارد المادية، مؤكدة أن الاقتصاد المنزلي يعلّم الأفراد حسن الترشيد الاستهلاكي، والاهتمام بالتغذية السليمة لأفراد الأسرة من خلال الانتقاء السليم للسلع والمنتجات.
وتحدثت السالم عن التدابير والحلول التي يمنحها الاقتصاد المنزلي لتقليل الأعباء المادية من خلال تعليم الأسرة خطوات لإدارة المصاريف الشخصية على أساس الدخل الشهري، حيث يخفض الدخل ويغطي الضروريات ويخفض النفقات، وأيضاً تعليم الأسرة التقييم المستمر لأدائها (صحيح /خطأ/ يوجد مشاكل)، حيث يعلّم المرأة كيفية التخطيط قبل التنفيذ من خلال توفير بند الطعام لتحقق الاحتياجات المطلوبة للأسرة والابتعاد عن الوجبات المرتفعة التكاليف أو استخدام الأغذية سهلة الإعداد، وإعداد قائمة بالمشتريات قبل عملية الشراء وتحديد البدائل عندما لا تتوافر السلع الأساسية المراد شراؤها، والاهتمام بقراءة البطاقة الإرشادية للسلع الغذائية لمعرفة (الصلاحية، المكونات، بلد المنشأ)، وعدم الإسراف في موارد الأسرة المستخدمة في موارد الغذاء وخاصة في مرحلة الإعداد والطهي.
ولتفعيل علم الاقتصاد المنزلي يجب فهمه بشكل صحيح من خلال ندوات ونشرات توعوية من خلال المؤسسات المختصة بشؤون الأسرة لكافة أفراد الأسرة، الهدف منه تعليمهم كيفية إدارة الموارد المالية والبشرية بشكل يضمن التحكم بشكل مسؤول بكل موارد الأسرة ونفقاتها ضمن الإمكانيات المتاحة بغضّ النظر عن الدخل المتاح (ثابت/ متغير ).