إطلاق “ميتزو للشباب” في دار الأوبرا
ملده شويكاني
مقطوعة “سيفيلانا- رقم 7ـ إشبيليا” الرقصة الإسبانية الشعبية على إيقاع الفلامنكو للمؤلف “إيلكار” كانت ضمن برنامج الموسيقا الكلاسيكية لإطلاق أوركسترا “ميتزو للشباب” بقيادة جورج موسى عازف الفيولا في دار الأوبرا بتشجيع الجمهور وأهالي العازفين، وبحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح.
وتضم أوركسترا “ميتزو” اثنين وخمسين عازفاً وعازفة من فئة الشباب من السادسة عشرة إلى الثالثة والعشرين لعزف الموسيقا الكلاسيكية، وهي تجمع لطلاب وخريجي المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي، بالإضافة إلى طلاب درسوا الموسيقا في معاهد أخرى، جمعهم الشغف للاستمرار بالموسيقا والتواصل مع الجمهور.
وقد آمن جورج موسى بمشروعه الذي استغرق منه تحضيرات طويلة حتى تم إطلاق الأوركسترا بشكل فعلي في أمسية حفلت ببرنامج صعب ومنوّع بمشاركة كل آلات الأوركسترا، تأكيداً على انطلاقة ببداية قوية، ويبقى مشروعه مثل أيّ مشروع موسيقي يتطلب التدريب والدراسة للاستمرارية والوصول إلى الاحترافية.
استُهلت الأمسية بعرض فيلم توثيقي عن إطلاق الأوركسترا والتحضيرات من خلال البروفات، ثم بدأت الأوركسترا مباشرة بالعمل السيمفوني لهايدن ـ مصنف رقم 10، والمؤلف من أربع حركات- سريعة ـ بطيئة قليلاً- سريعة ـ حيوية، والذي استغرق أكثر من نصف ساعة، وفي الحركة الأولى السريعة تصاعدت ضربات التيمباني، ومن ثم مضت ألحان الوتريات تمهيداً لدور النحاسيات والتآلف اللحني بالأوركسترا ككل بزخم موسيقي وبانتقالات موسيقية، تخللت الحركات فواصل صغيرة لآلات النفخ الخشبية بدور الفلوت والكلارينيت ومواضع للباصون، كما تميز فاصل الفلوت لتمتد انسيابية الوتريات.
ومن ثم انتقلت الأوركسترا إلى ألحان مختلفة أكثر رقة بالعمل الوتري للمؤلف “موزارت” الأقرب إلى جمهور الأوبرا بعزف “دي فير تيمنتو” من مقام د . ماجور ـ المؤلف من ثلاث حركات- السريعة ـ البطيئة ـ السريعة جداً-، مبتدئاً بتكثيف موسيقي على التشيللو لتناغم الوتريات بكتلة واحدة.
في المقطوعة الثالثة “دانس ماكابير” رقصة الموت ـ رقم 40- للمؤلف “كاميل سان ساين” شارك عازف الكمان جورج أبو شعر بالعزف المنفرد في مواضع مع الأوركسترا، بدور أكبر للنحاسيات وتفاعل البوق مع الألحان، وتميزت هذه المقطوعة بانضمام آلة الهارب التي كان لها دور في هذه المقطوعة منذ البداية ومن ثم مع الوتريات، لتأخذ مجموعة التشيللو دورها تمهيداً للعزف المنفرد لجورج أبو شعر مع ضربات التيمباني والتأثيرات الإيقاعية مع الآلات الإيقاعية اللحنية، لتتصاعد الألحان بدور البوق والباصون والطبل الكبير ضمن تشكيلة الأوركسترا ككل، ليعود الكمان بالعزف الرقيق، وهيمنت عليها مسحة من الحزن.
وقد اتسمت هذه المقطوعة بالتجزيء لبعض آلات الأوركسترا لتأخذ دورها باللحن، واختُتم البرنامج بمقطوعة “سيفالانا-إشبيليا” للمؤلف “إلكار”.
وفي حديث جورج موسى الأستاذ في المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي مع “البعث”، أوضح أنه أراد تجميع خريجي معهد صلحي الوادي الذين لم يلتحقوا بالمعهد العالي للموسيقا، واختاروا دراسة تخصصات أخرى مع الطلاب والخريجين الآخرين لإيجاد نواة موسيقية جديدة تجمعهم بعزف الموسيقا الكلاسيكية.
أما عن التحضيرات الفعلية، فاستغرقت أربعة أشهر لإطلاق الأوركسترا، لكن التحضيرات الأولية استغرقت تسعة أشهر، مبيناً أنه لاقى تعاوناً من دار الأوبرا، ووافقت على مشروعه الذي يعمل على إنجاحه.