المقاطعة لأجل غزة.. بين الضغط على داعمي إسرائيل ومساندة المنتج المحلي
البعث- وكالات
تطارد حملات المقاطعة الشركات والمنتجات الأجنبية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي. ويراها الناس سلاحاً فعالاً مؤثراً، وتتسع رقعة الاستجابة الشعبية بشكل مطرد وغير مسبوق يكاد يصل إلى مستوى الإجماع في ردّ عملي على استمرار المجازر بحق الشعب الفلسطيني المستمرة في قطاع غزة للشهر السابع، حيث لوحظ بشكل كبير حدوث تغيير في سلوك المشترين، إذ أصبح تفقُّد بلد الصنع ضرورياً، ويعمد كثير من الزبائن إلى الاستعانة بهواتفهم للتأكد إن كانت سلعة ما موجودة ضمن قوائم السلع المقاطعة.
وكان لحملات المقاطعة الأثر الإيجابي على عدد من الشركات المحلية، والتوجّه نحو المنتج المحلي، واستطاعت التعويض عن المنتجات الأجنبية التي تستوردها البلدان من شركات عالمية داعمة للاحتلال، والمتابعون للشأن الاقتصادي وأداء الشركات العالمية يقرّون بتأثير المقاطعة، وإن لم تظهر نتائجها القوية حتى الآن. كما أن الكثيرين متفاجئون بهذا التوجّه الشعبي ومدى تأثيره، لأن تأثير المقاطعة عادة يكون واضحاً في حال تبنّته دول أو منظومات دولية فيكون تأثيرها كبيراً وسريعاً وخلال شهور معدودة، بينما الحملات الشعبية تحتاج وقتاً أكبر.
ورغم ذلك ففد تراجع سهم ستاربكس للمقاهي المدرج في بورصة نيويورك بأكثر من 31% منذ التصاعد العالمي لمقاطعة العلامة التجارية المتهمة بدعم إسرائيل التي تخوض عدواناً مدمراً على غزة، فبلغ سعر سهم الشركة في إغلاق جلسة يوم الجمعة 3 أيار 73.11 دولاراً، نزولاً من 107.1 دولارات في ختام تعاملات 16 تشرين الثاني الماضي، كما كشف تقرير حديث عن تراجع كبير في الأداء المالي لمطاعم “أمريكانا إنترناشونال” -عملاق مطاعم الخدمة السريعة- في الربع الأول من عام 2024. فقد انخفض صافي الدخل العائد إلى مساهمي الشركة الأم بنسبة 51.8% وأقرّ رئيس ماكدونالدز التنفيذي كريس كيمبكزينسكي في كانون الثاني الماضي بأن الشركة شهدت “ضرراً ملموساً” في عدد من الأسواق بالشرق الأوسط وخارجها بسبب الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة، وخسرت شركة ماكدونالدز نحو 7 مليارات دولار من قيمتها خلال ساعات بعد إعلان مديرها المالي إيان بوردن في 13 آذار الماضي عن استمرار تأثير المقاطعة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي على المبيعات خلال العام الحالي.
وواجهت شركة دومينوز بيتزا، وهي شركة أميركية عملاقة أخرى، المقاطعة بشكل مباشر، وخاصة في آسيا، حيث انخفضت مبيعات المتاجر بنسبة 8.9% في النصف الثاني من العام الماضي. وتسبّبت صور -تمّ تداولها على وسائل التواصل وتظهر الشركة وهي توزع وجبات مجانية على الجنود الإسرائيليين- بردود فعل كبيرة غاضبة.
وشهدت “يام” Yum، الشركة الأم لـ كنتاكي وبيتزا هت وتاكو بيل، إيرادات أقل من المتوقع في الربع الرابع من عام 2023. كما شهدت مبيعات كنتاكي وبيتزا هت في الشرق الأوسط تراجعاً خلال الربع الأخير من عام 2023، حيث انخفضت مبيعاتهما بنسبة 5 و3% على التوالي.