“المعالجة الفيزيائية”.. تدخل علاجي بالأمراض الحرجة وسعي دائم للتطوير
دمشق- حياة عيسى
نظراً لتطور مهنة المعالجة الفيزيائية على المستوى الإقليمي وأهميتها البالغة في التدخل بالعديد من الأمراض، ولاسيما الحرجة منها، تمّ التوجّه نحو تطويرها من خلال التواصل المستمر مع الاتحادات المختلفة ذات الصلة بالمهنة للاطلاع والتعرف على كلّ ما هو جديد فيها، وخاصة ما يتعلّق بالتجهيزات العلاجية التي تلعب دوراً كبيراً بموضوع متابعة المرضى الخاضعين للعلاج الفيزيائي.
رئيسُ الجمعية السورية للمعالجة الفيزيائية محمد هادي مشهدية أكد في حديث لـ”البعث” أن المعالجة الفيزيائية تلعب دوراً كبيراً عبر تدخلها في الكثير من الإصابات، سواء كانت على مستوى الإصابات العظمية، العصبية، دماغية، نخاعية، أو الإصابات المتعلقة بالبتور لتأهيل المصابين، إضافة إلى الإصابات الرياضية التي يتمّ تأهيلها خارج الملاعب في مراكز العلاج الفيزيائي، كما يتدخل المعالج الفيزيائي ببعض العمليات الجراحية الكبيرة التي لها علاقة بجراحة القلب أو الصدر، وكذلك في التأهيل التنفسي بشكل واضح، والتدخل بموضوع الإصابات المتعلقة بالحروق لمنع حدوث أي انكماش على مستوى المفاصل، والإصابات اللمفاوية وخاصة بحالات بتر الثدي، والتدخل في حالات شلل الطرفين السفليين والفالج الشقي، وكذلك بالكسور مختلفة الأنواع، كما يتمّ التدخل مع حالات أطفال الشلل الدماغي والإصابات التي لها علاقة بالنمو الحركي للطفل، مع الإشارة إلى أن دور العلاج الفيزيائي واضح بالتطوير، لذلك يجب أن يكون المعالج الفيزيائي أكاديمياً ويملك قدرة جيدة على تدبير الحالة ووضع الخطة العلاجية بشكل جيد كتمارين علاجية، إلى جانب التشخيص الطبي من قبل طبيب الاختصاص، سواء أكانت عظمية أم جراحية، ليتمّ تشخيص الحالة ويأتي دور المعالج بالتقييم العلاجي ووضع المريض على برنامج أكاديمي علمي، علماً أن مهنة المعالجة الفيزيائية مهنة طبية مستقلة تدرس بمستويات مختلفة، بدأت في سورية مطلع السبعينات على مستوى وزارة الدفاع، وتلتها وزارة الصحة بمعاهد تقانية واستمرت إلى التسعينات، حيث أخذت وزارة التعليم العالي على عاتقها تأهيل المعاهد الطبية والصحية وكلّ واحد منها يتبع للوزارة المعنية.
وتابع مشهدية أن التطور العلمي على المستوى العلمي لمهنة المعالجة الفيزيائية تمّ في سورية بعد إشهار جمعية المعالجة الفيزيائية عام 2000 حيث اعتبرت سباقة لموضوع الارتباط بالاتحاد العالمي والعربي للعلاج الفيزيائي، وهذا الأمر تطلّب من القائمين على المهنة كشف مكامن الضعف والسعي نحو التطور العالمي للوصول إلى البرنامج الأوفر لمهنة المعالجة لتدريسها كإجازة جامعية، وبناءً على ذلك تمّ إحداث كلية العلوم الصحية باختصاصاتها المختلفة (العلاج الفيزيائي، التغذية، المخابر، الأشعة) وأصبح هناك عدد لا بأس به من الخريجين المجازين بتلك الاختصاصات، كما أن هناك حملة ماجستير ودكتوراه بتلك الاختصاصات، وهناك تطلع لوجود دراسات عليا بمهنة المعالجة الفيزيائية على مستوى سورية.
وأكد مشهدية أن المهنة تدرس أكاديمياً وتمنح وزارة الصحة تراخيص العمل بها من خلال منح تراخيص مزاولة المهنة ضمن برنامج معيّن على مستوى اختصاص علاج فيزيائي أو معهد تقاني.