العدوان الصهيوني.. تخبط وفشل
تقرير إخباري
كشفت عودة جيش الاحتلال الإسرائيلي لاقتحام شمال قطاع غزة وبالتحديد في مخيم جباليا ومراكز الإيواء فيها، مدى التخبط والفوضى والفشل الذي تعيشه منظومته الأمنية والعسكرية، وعدم قدرة متزعميه على تجاوز الانهيار الذي حصل إبان طوفان الأقصى، وعدم نجاح أي من المخططات والمشاريع التي تم الإعلان عنها لليوم التالي للحرب على غزة، الأمر الذي أدى إلى استقالات واعترافات في صفوف المسؤولين الكبار، حيث أعلن رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي عن مسؤوليته بالفشل الذي لحق بالكيان بعد السابع من تشرين الأول، فيما اختار مسؤول السياسة الأمنية والتخطيط الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يورام حمو الاستقالة.
طبعاً، العودة إلى الاقتحامات من جديد في المدن والأحياء التي دخل جيش الاحتلال سابقاً، ليست نزهة كما يحاول الإعلام الإسرائيلي تصويرها، على أنها عمليات تطهير دقيقة لما تبقى من مجموعات المقاومة الوطنية الفلسطينية، والميدان كان خير دليل على ذلك، إذ استطاعت الفصائل المقاومة إلحاق خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح، حيث فقد جيش الاحتلال في يوم واحد أكثر من 10 قتلى و8 دبابات و50 إصابة بينهم قيادات كبيرة، مع استمرارها بالتصدي للقوات المتوغلة على محاور القتال.
الأمر الذي دفع بالمحللين العسكريين الإسرائيليين والضباط السابقين إلى انتقاد القيادة الإسرائيلية العسكرية والسياسية على ما تقوم به، معتبرة أن ما يجري في شمال غزة هو فشل ذريع وغير مسبوق في الحرب المستمرة منذ أشهر والتي أظهرت عقماً عملياتياً وعسكرياً في التعامل مع المتغيرات الحاصلة في القطاع، أما المسؤولية الأكبر برأي المحللين الإسرائيليين فإنها تقع على عاتق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يسعى إلى إطالة أمد الحرب والتهرب من الرد على موافقة المقاومة الفلسطينية على قبولها بالهدنة وإنجاز اتفاق نهائي ينهي الحرب، والهدف برأيهم هو الحفاظ على مستقبله السياسي، ولعل ما قاله رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق دان حالوتس يصب في هذا السياق: “الجنود يتساقطون سدى في حرب غزة والشمال لأنه لا يوجد أي هدف من هذه العملية حتى لو دمرنا غزة عن بكرة أبيها فلن نحصل على صورة النصر، فالصورة التي ستحفر في تاريخنا هي الفشل في السابع من تشرين الأول”.
وعليه فإن العدوان على جباليا وغيرها من مدن وبلدات قطاع غزة يهدف بالشكل الرئيس إلى ارتكاب المزيد من القتل والتهجير والتدمير في الإنسان والحجر على حد سواء، لاسيما في ظل ضوء أخضر أمريكي مفضوح بمواصلة العدوان وعدم الالتفات إلى كل النداءات التي تطلقها المنظمات والمؤسسات الدولية لوقف العدوان والسماح بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية، رغم وجود تحذيرات أممية ودولية تؤكد أن الأوضاع الإغاثية والصحية في وضع صعب جداً للغاية، والمخازين الغذائية لا تكفي إلا لأيام معدودة حسب تصريح مدير عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا فليبي لازاريني.
سنان حسن