استرازينيكا.. شكوك حول مسؤولية اللقاح عن الحالات التخثرية؟
دمشق- لينا عدره
بيّن رئيس الشعبة القلبية وشعبة أمراض القلب والقثطرة في مشفى تشرين الجامعي، الدكتور إياس الخيّر، أن قرار شركة الأدوية البريطانية السويدية سحب لقاح استرازينيكا قد يشير إلى اعتراف ضمني بمسؤوليته عن الأحداث الخثرية المميتة التي تلت إعطاءه، إلا أن ذلك يبقى في مجال الشكّ وليس اليقين، وهو ما شجّع الكثيرين على رفع دعاوى تعويض ضد الشركة، لافتاً إلى أن التصنيع السريع والسباق مع الزمن أمام المرض الفتاك، ربما أدّى لقلة أمان اللقاحات في فترة كورونا، مع العلم أن تلك اللقاحات أسهمت بإنقاذ حياة الملايين حول العالم من موتٍ محتّم.
وأشار الدكتور الخيّر إلى عدم وجود إمكانية لحدوث آثار جانبية لدى متلقي اللقاح منذ عامين، موضحاً أن الأعراض قد تحدث بشكل نادر بعد فترةٍ قصيرة لا تتجاوز شهرين من أخذهم للقاح، كما بيّن أن لقاح استرا آر اكسفورد كانت قد أنتجته شركة استر البريطانية السويدية المشتركة، ليُعطى عن طريق الحقن العضلي على جرعتين أو أكثر، بعد أن حصل على الترخيص المطلوب، حيث تمّ إعطاء الجرعة الأولى منه في 4 كانون الثاني 2021 وهو عبارة عن أجزاء فيروسية ضعيفة، لافتاً إلى أنه كان مثاراً للجدل، حيث أوقفت بعض الدول الأوربية استخدامه بعد ثلاثة أشهر من إطلاقه بسبب احتمالية العلاقة بينه وبين حالات تخثر خطيرة بالدم أدّت لوفيات وجلطات قلبية ودماغية ومعوية.
وعن الآثار الجانبية المشاهدة بعد إعطاء اللقاح، بيّن الخيّر أن أكثرها ملاحظةً كانت الإقياءات والإسهالات والترفع الحروري واحمرار مكان الحقن، إضافة لنقص صفيحات الدم عند واحد من أصل عشرة أشخاص، مع ضخامة العقد اللمفاوية ونقصٍ الشهية والتعرّق والنعاس وآلام البطن والطفح الجلدي في واحد بالمئة من الأشخاص، مع حالات الخثار الشديدة النادرة والخطيرة والتي حدثت مع الأشخاص الأصغر عمراً، وتمّ تسجيلها أيضاً مع لقاح موديرنا وفايرز بنسب نادرة تعادل 21 حالة لكل مليون من التطعيم، إضافةً لتسجيل 41 حالة لحساسية مفرطة بعد إعطاء اللقاح لخمسة ملايين بريطاني.
واختتم الخيّر حديثه بتساؤلٍ مشروع حول إمكانية تكشّف حقائق جديدة عن كورونا واللقاح مستقبلاً؟ وخاصةً بعد اعتراف الشركة المصنّعة لأول مرة في وثائق المحكمة بأن لقاحها ضد فيروس كورونا يمكن أن يسبّب آثاراً جانبية نادرة بما فيها جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية.