رفح.. “يأس يتكشف تحت أنظار العالم”
تقرير إخباري
يشغل الهجوم الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة المحاصر حيزاً كبيراً من النقاشات السياسية في العالم، وحتى في الغرب الداعم لـ”إسرائيل” تصدر بيانات لمطالبتها بوقف اجتياح رفح، وبالتهديد بوقف المساعدات العسكرية في حال الإقدام على هذه الخطوة، مع علم الغرب بأن المخازن الإسرائيلية امتلأت بآلاف الأطنان من الذخائر والأسلحة من خلال الجسر الجوي والبحري الذي فتحت من خلاله واشنطن وحلفائها مستودعاتها لإنقاذ “إسرائيل” من خسارة الحرب ضد المقاومة منذ بدء عملية طوفان الأقصى، وأن هذه التهديدات ما هي إلا “ذرٌ للرماد في العيون”.
فالجميع يعلم، وأولهم حكومة اليمين المتطرّف الإسرائيلي”أنهم رأس حربة الغرب في المنطقة”، وأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتبر أمن “إسرائيل” أهم من أمن حدودها مع المكسيك، ولكن الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة وتأثير العدوان الإسرائيلي على غزة وهول المجازر المرتكبة والتي تصل فظائعها بشكل مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الشعب الأمريكي، أخافت الحزب الديمقراطي وداعميه من تأثير ذلك على رأي الفئة الأكبر من مؤيدي الحزب، أو حتى من الفئة المحايدة، الأمر الذي دفع المرشح الديمقراطي بايدن لمحاولة الظهور بمظهر المنتقد لحكومة الاحتلال ومحاولة التملّص من بعض جرائمها وتبرير الأخرى بحجة “الدفاع عن النفس”، مع العلم أنه في المقابل يقبع المرشح الجمهوري دونالد ترامب والذي يُعتبر وحزبه من أكبر الداعمين لـ”إسرائيل”، الأمر الذي سيضع الناخب الأمريكي ومن خلفه العالم أجمع أمام خيارين كلاهما أسوء من الآخر.
وبالعودة إلى اجتياح رفح ، نجد أن المجتمع الدولي ليس بيده حيلة “بسبب الفيتو الأمريكي” حيال تحذيرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” وغيرها من المنظمات الدولية والإنسانية، من أن نحو 450 ألف فلسطيني نزحوا قسراً من المدينة منذ إصدار الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاءها في السادس من الشهر الجاري، وتأكيدهم أنه لا يوجد مكان لهؤلاء النازحين للذهاب إليه، وأنه لا أمان دون وقف إطلاق النار، في الوقت الذي يعتبر تقييد وصول المساعدات الإنسانية مسألة حياة أو موت بالنسبة للقطاع، أما محكمة العدل الدولية والتي استبشر البعض أن باستطاعتها كبح جماح جيش الاحتلال وإيقافه عن ارتكاب مجازره بعد صدور قرارها الأخير، إلا أن حكومة “إسرائيل” لم تلق لها ولا لقراراتها بالاً، بل زادت من مجازرها أكثر وأكثر، الأمر الذي دفع جنوب إفريقيا إلى تجديد مطالبتها للمحكمة باتخاذ المزيد من الإجراءات الطارئة ضد توغل قوات الاحتلال في رفح لأنه يهدد بقاء الفلسطينيين في غزة.
وفي الختام لا يمكن سوى الإشارة إلى الخلاصة التي وصلت إليها الأونروا والتي اعتبرت أن ما يحدث هو “مستوى جديد من اليأس يتكشف تحت أنظار العالم”.
إبراهيم ياسين مرهج