تحقيقاتصحيفة البعث

مزارعو الموز في طرطوس يطالبون بمواد آمنة لتخميره وعدم إغراق السوق بالمستورد!

دارين حسن

بدأت زراعة الموز في طرطوس خجولة وبمساحات محدودة، وبمرور الوقت بدأت تتوسع وتنتشر وسط إقبال المزارعين عليها لتكاليفها المحدودة ومردوديتها العالية، وعزوفهم عن زراعة البندورة نتيجة تكاليفها المرتفعة جداً وأسعارها الزهيدة والتي لا تتناسب وجهد الفلاح والتكلفة الحقيقية للكيلو، ومع زيادة المساحات المزروعة، هل من صعوبات تواجه مزارعي الموز، وهل من مقترحات؟

إنتاج المحمية أعلى 

بخطوات مدروسة وحسابات دقيقة ينجح المزارع محمد (مدرس متقاعد) من قرية بتلة في منطقة بانياس، في زراعة الموز ويحقق ريعية وجدوى اقتصادية، ومن خلال تواصل “البعث” معه ومع بعض المزارعين، علل المزارع محمد أسباب تحوله من زراعة البندورة إلى الموز، وهي التكاليف الباهظة جداً، إضافة إلى الجهد والرعاية والعناية الدائمة والمستمرة، في حين أن زراعة الموز لا تحتاج إلى كل هذا المجهود والتكاليف، حسب تعبيره، وهو المزارع الحديث للموز ولديه زراعات مكشوفة ومحمية بمساحة أربعة دونمات مزروعة بحوالي ٨٠٠ شجرة من صنفي إيليت ٣ وكراند نان، مبيناً أن مناخ طرطوس ساعد على انتشار الموز، وأن إنتاج الدونم أربعة أطنان خلال عام، وتتراوح زنة العنقود بين ٢٥- ٣٥ كيلو، كما أن الشجرة تنتج ١٢٠ كيلو، لافتاً إلى أن حجم العنقود الثمري يعود لنوعية الأرض وخصوبتها والخدمة المقدمة، وبيّن المزارع محمد أن الشجر المحمي يعطي إنتاجاً أكبر على مدار العام وثماره ذات جودة عالية ووزنه جيد، بينما تلعب الظروف الجوية دوراً في الإنتاجية ونوعية الثمار للأشجار المكشوفة، فالرياح والصقيع والبرد يقللان من جودة الثمار، كما أن بعض الأمراض تصيب الشجر كحشرة المن والعناكب وغيرها من الآفات الزراعية.

تفعيل الوحدات الإرشادية

وأوضح المزارع محمد أنه يسوّق إنتاجه ضمن طرطوس وإلى بعض المحافظات كاللاذقية، وأن السوق عرض وطلب، مشيراً إلى أن الكيلو الواحد يباع بسعر يتراوح بين ١٧ – ٢٥ ألف ليرة حسب الجودة، وأن تكلفة الكيلو على المزارع تختلف من عام لآخر حسب كمية الإنتاج وجودة الثمار، وأشار إلى مشكلة يتعرض لها المزارعين أثناء النقل، فالسيارة تحمل طبقة أو اثنتان من الموز فقط، وبالتالي فالمزارع يحتاج إلى عبوات كرتون خاصة للتوضيب والنقل، مع ملاحظة ارتفاع أجور النقل داخل المحافظة وبين المحافظات، كما أشار إلى مسألة خطيرة تتمثل بلجوء بعض المزارعين لتخمير الموز بمادة “كربيد الكالسيوم” التي تحوي معادن ثقيلة ومسرطنة، آملاً أن تستجيب الجهات المعنية لمطالب المزارعين باستيراد مادة آمنة لتخمير الموز، وتفعيل دور الوحدات الإرشادية بتوعية وتثقيف المزارعين حول زراعة الموز وإنتاجه وموعد قطافه بما يضمن إنتاجية وجودة أعلى.

دعم المزارعين

وفي السياق ذاته، أكد المزارع ماهر من قرية  الخراب في بانياس على جدوى زراعة الموز، إذ أن لديه ستة دونمات تضم ١٢٠٠ شجرة، يصل إنتاجها السنوي إلى ٤٥ طناً، مشيراً إلى عدم وجود صعوبات تذكر فيما يخص الزراعات المحمية إلا أن الظروف الجوية تؤثر على الزراعات المكشوفة، ويسوق المزارع ضوميط إنتاجه إلى سوقي الهال في بانياس وطرطوس، مطالباً بدوره بدعم المزارعين بالمازوت والكهرباء وتخفيف كميات الموز المستورد خلال أشهر الخريف والشتاء، كون إنتاج طرطوس يكون وفيراً.

تطور الزراعة

الياس داود أمين سر لجنة الزراعات الاستوائية في غرفة زراعة طرطوس، أوضح أن زراعة الموز بدأت منذ عشر سنوات بالانتشار  بعد أن كانت خجولة، ومنذ حوالي ثلاث سنوات تطورت بشكل كبير وذلك بسبب ملاءمة المناخ، إذ تتركز زراعته  على الشريط الساحلي من منطقة يحمور حتى منطقة حريصون، والكمية الأكبر في منطقة الخراب حتى حريصون، مبيناً أن الأصناف المزروعة هي البلدي والريحاوي والاسباني والكراند نان والكراند بي، وإيليت ٣.

لا تأثير على الزراعات الأخرى 

وعزا داود تحول المزارعين إلى زراعة الموز نتيجة انخفاض تكاليف زراعته وأسعاره المرضية، مشيراً إلى عدم تأثيره على الزراعات الأخرى، وبيّن أن الموز المحلي لا يتم تخزينه، وإنما يتم تسويقه وبيعه في المحافظة وبعض المحافظات الأخرى، كدمشق وحلب وحمص واللاذقية وحماه، وتتراوح الأسعار بين عشرة آلاف و١٧ ألف ليرة حسب السوق كونه عرض وطلب، لافتاً إلى أن غرفة الزراعة تقوم، بإرشاد وتوعية المزارعين لزراعة الأنواع الجيدة، وأنها تعمل بكل طاقتها من أجل مساعدة المزارعين بتأمين المازوت الزراعي، إضافة إلى تأمين التسويق بأسعار مجزية.

الدراسة وفق الاحتياج 

بدوره عزا رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش زيادة الإقبال على زراعة الموز  إلى قلة تكلفة الزراعة، فالموز لا يحتاج إلى أيدي عاملة وخدمة كبيرة، كما أنه يعطي مردوداً جيداً لاسيما وأن كلفة إنتاج الكيلو لا تتعدى الخمسة آلاف ليرة، مبيناً أن الزراعات التي تم العزوف عنها لصالح الموز هي البندورة ولا تأثير على الأخيرة كون إنتاج المحافظة من البندورة وفير ويسوق، مشيراً إلى أن المساحات المزروعة بالموز في أرجاء المحافظة لا تخضع للدراسة، مطالباً أن تكون الدراسة وفق الاحتياج، لافتاً على أن الاتحاد لا يدخر جهداً في دعم مزارعي الموز بمستلزمات الإنتاج، مبيناً أن المساحات المزروعة بالموز في بانياس تقدر بحوالي ٢٠٩٠ دونماً للزراعات المحمية والمكشوفة، وإنتاجها في الموسم هو بحدود الـ ١٠٢٠٠ طناً بالموسم، في حين تبلغ المساحات في طرطوس ٣٠٠ دونماً محمية ومكشوفة وإنتاجها يقدّر بـ ٢٢٨ طناً.