قطاع التريكو والجوارب.. انخفاض التصدير إلى 50% وشكاوى من ارتفاع أسعار الكهرباء
دمشق – ميس خليل
ترك رفع أسعار الكهرباء الأخير أثراً كبيراً على الحرفيين العاملين في قطاع التريكو وصناعة الألبسة والجوارب وعلى المواطن بشكل خاص، فاليوم أسعار الملابس والجوارب أصبحت باهظة الثمن وهناك بعض المواطنين أصبحوا يعتبرونها من الكماليات لأن المواطن اهتمامه أصبح منصباً على تأمين غذائه أكثر من الألبسة، لدرجة أصبح شراء الملابس وحتى الجوارب نوعاً من الرفاهية، فالمواطن الذي لديه عائلة مكونة من خمسة أشخاص ليس له قدرة على شراء الملابس والجوارب بسبب التكلفة العالية لصناعتها نتيجة رفع سعر الكهرباء وصعوبة إستيراد المادة الخام وفق ما ذكره لـ “البعث” رئيس الجمعية الحرفية لصناعة للتريكو، براء دعبول.
دعبول أوضح أن قطاع التريكو والجوارب يشهد تراجعاً كبيراً إضافة إلى أن ارتفاع سعر الكهرباء أدى لخروج عدد كبير من المعامل عن الخدمة بسبب عدم القدرة على تحمل تكلفتها، فهناك أيضاً ارتفاع أسعار المواد الخام الأساسية لحرفة التريكو والجوارب وهي “الخيوط ومستلزماتها”، وسببه منصة استيراد الخيوط لأنها ليست من المواد المعفاة من التمويل، وهذا الأمر أثر أيضاً على قطاعنا حيث أصبحت أسعار الخيوط مرتفعة جداً ولا يوجد معامل داخل القطر تنتج هذه المواد، مشيراً إلى أن الجمعية تلقت عدد كبير من الشكاوى والمطالبات من الحرفيين بخفض سعر الكهرباء أو إعطائهم بديل عن الكهرباء وهو الطاقة الشمسية ولكن هذه الحرفة لا تتحمل هذا الحل كون تكلفة ألواح الطاقة الشمسية مرتفعة جداً.
بالمقابل، لفت دعبول إلى انخفاض التصدير بنسبة 50%، فالحرفيون اليوم لم تعد لديهم القدرة على المنافسة مع الأسواق الخارجية الأمر الذي أدى لخروجهم من المنافسة في الأسواق الخارجية.
رئيس الجمعية أكد أن هناك الكثير من الحرفيين اضطروا في نهاية الأمر لخفض جودة المنتج الذي يتم تصنيعه بحيث أن يُصبح سعر تكلفته ومبيعه في الأسواق معقول إلى حد ما ويتناسب طرداً مع المواصفات والأسعار الرائجة اليوم في أسواقنا، كما اضطر 80٪ من أصحاب المنشآت لتخفيض الإنتاج وإيقاف الآلات، بحيث أصبحت المعامل التي تعمل ليلاً تعد على أصابع اليد.
وعن عدد المعامل العاملة والمتوقفة عن العمل حالياً أوضح دعبول أن منطقة الزبلطاني والكتل الموجودة فيها تعد مختصة بالتريكو وصناعة الجوارب لتشكل ما نسبته 70٪ من هذه الحرفة، وتوجد فيها 400 معمل وورشة، وهناك 250 معمل في منطقة التل ومعامل أخرى متوزعة في منطقة القدم وصحنايا ، ولكن توقف أكثر من نصف المعامل عن الإنتاج.