أخبارصحيفة البعث

حرفيو دمشق يطالبون بتأمين ودعم مستلزمات الإنتاج

دمشق- بسام عمار     

عقد اتحاد الحرفيين بدمشق مؤتمره السنوي تحت شعار (الأمل بالاتقان وزيادة الإنتاج) في المركز الثقافي بالعدوي.

وتميزت المداخلات المقدّمة بالشفافية وملامسة واقع العمل الحرفي والصعوبات التي تواجهه مشيرةً إلى ضرورة تحسين الواقع المعيشي للحرفيين، وتأمين مستلزمات الإنتاج، ولاسيما المحروقات، ودعم وتصريف منتجاتهم، وضرورة ترقين قيود الحرفيين المتوفين والمفصولين، فضلاً عن الاهتمام بالجانب التنظيمي، والسماح للجمعيات بإقامة دورات حرفية ودعمها، ومنح شهادة معتمدة للدورات والمشاركات للجمعيات والفعاليات الاقتصادية الراغبة.

كما طالبوا بتقديم تسهيلات للحرفيين الراغبين بالعودة للوطن، ومنح مجالس الجمعيات نسبة من وارداتها لتأمين احتياجاتها، وتسهيل الحصول على قروض الطاقة الشمسية، إضافةً إلى التشدّد بموضوع الذبح خارج المسالخ، وتسهيل نقل المواشي من الريف للمحافظة.

وأوضح أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، الرفيق حسام السمان، أن اتحاد الحرفيين أحد أجنحة الحزب، فالحرفيون هم الجيش الاقتصادي الرديف المدافع عن الاقتصاد الوطني بوجه الحصار المفروض على الشعب السوري من الغرب، وبالتالي يجب أن يكون الاتحاد أكثر دراية بطرق مواجهة تلك الإجراءات القسرية، وابتكار أساليب متنوعة لتجاوزها؛ لكونه الأكثر انتشاراً وإبداعاً وتعبيراً عن الحياة في المجتمع.

وأضاف: لقد كان النشاط الحرفي أحد أهداف العدوان على سورية، حيث تعرّض الحرفيون لكل أشكال التضييق وتدمير ورشات عملهم وأدواتهم، ورغم ذلك كله بقي الإبداع الحرفي يزين كل أرجاء البلاد، داعياً إلى التركيز على دور هذا القطاع وورشاته الصغيرة، ومتناهية الصغر؛ كونها تتطلب قدراً كبيراً من الإبداع والابتكار إيماناً بأهمية القطاع الحرفي، ولا سيما أنه مولّد للدخل والقيم المضافة فيجب النهوض به، ومن هنا يأتي السعي الحكومي للتعاون والعمل مع جميع الأطراف المعنية للتخفيف من آثار الحرب الاقتصادية، وإعادة تأهيل المناطق والتجمعات الحرفية، وإزالة آثار الحرب، وترميم البنى التحتية، وتنظيم الجمعيات الحرفية في تجمعات متخصصة وفق كل مهنة.

وأكد الرفيق السمان أن ما يميز مؤسساتنا ونقاباتنا أنها كانت حاضرة بقوة في مجالات البناء والارتقاء بالوطن، متمنياً للمؤتمر النجاح في أعماله.

من جانبه، رئيس الاتحاد العام للحرفيين الرفيق ناجي الحضوة، جدّد التأكيد على أن الحرفيين هم الجيش الاقتصادي الحقيقي الذي لم يتوقف عن الإنتاج طيلة الأعوام الماضية رغم الحرب والحصار الاقتصادي الظالم الذي يلقي بظلاله على مستلزمات الإنتاج، فبقيت المنتجات الحرفية متواجدة بقوة بالسوق المحلية، بل أمنت جزءاً مهما من مقومات الصمود الوطني، ولعبت دوراً مهما في نجاح البرنامج الوطني لاحلال بدائل المستوردات للكثير من السلع المستوردة، موفرةً مبالغ كبيرة من القطع الأجنبي، وداعمةً الصناعات الوطنية، كما ساهمت بتأمين فرص العمل.

وأشار رئيس الاتحاد إلى أن دور الحرفيين في ورشهم وجمعياتهم مكمل لدور المناطق الحرفية، والتي تتطور بشكل كبير من حيث البنى التحتية وعدد المنشآت فيها، حيث تُتابع من قبل الاتحاد بشكل مباشر، كاشفاً عن أنه يتم الآن وضع اللمسات الأخيرة على تعديل المرسوم ٢٥٠، حيث سيتم من خلال هذا التعديل إلزام الحرفيين بالانتساب إلى الجمعية الحرفية المختصة، وعدم منح الترخيص الاداري دون إشعار انتساب للجمعية.

ولفت الرفيق الحضوة إلى أن الاتحاد رفع قيمة المبلغ المقدّم من صندوق المساعدة الاجتماعية إلى مليون ونصف المليون ليرة سنوياً بعد تحسن وارداته.
وشدّد على أن كل ما قُدم من مداخلات خلال المؤتمرات السنوية للاتحاد سيتم إعداد مذكرة به لمعالجته مع الجهات المعنية، لافتاً إلى أنها مطالب محقة وتلبيتها ستساهم بتطوير الصناعة الحرفية وتحقيق الاستقرار للحرفيين.

بدوره، محافظ دمشق المهندس طارق كريشاتي، ذكر أن المحافظة تقدّم كل الدعم والعون لإنجاح عمل الاتحاد، مشيراً إلى أن ما يقدّم من طلبات يتم العمل على معالجته.

وتابع: إن المحافظة تقوم الآن بتأهيل سوق اللحوم بالزبلطاني بالتعاون مع جمعية اللحامين، وتأهيل البنى التحتية في المجمع، وبالتالي تأمين البيع بالجملة، وبناءً عليه سيكون الذبح خارج المسلخ ممنوعاً، وهناك تشديد عليه… أي المزيد من التنظيم لمهنة الذبح.

وبين المحافظ أن أكثر من ستين بالمئة من المزينين غير مرخصين، وبالتالي يجب على الجمعية والمحافظة معالجة هذا الموضوع.

من جانبه، رئيس مكتب العمال بفرع دمشق للحزب، الرفيق الدكتور وسام النصر الله، أشار إلى أن المكتب يتابع القضايا الحرفية بكل تفاصيلها من خلال حضور اجتماعات الاتحاد ومؤتمرات الجمعية، وسيتم معالجة الصعوبات مع الجهات المعنية.

من ناحيته رئيس فرع الاتحاد بدمشق، الرفيق علي قرمشتي، أكد أن الاتحاد عمل خلال العام الماضي على تنشيط العمل الحرفي من خلال الجمعيات المعنية وتذليل الصعوبات التي تواجهها وفق الإمكانيات المتاحة، ورفع كل الصعوبات والمقترحات إلى الاتحاد العام للحرفيين وتعزيز التواصل مع الجمعيات والحرفيين في أماكن العمل، مشيراً إلى أن كل ما يطرح من قضايا تتم متابعته.

ونوه بأهمية مؤتمرات الجمعيات وما يطرح فيها، وضرورة أن يكون المؤتمر نقلة نوعية بالعمل الحرفي من خلال الطروح والمقترحات المقدّمة، بحيث يلتمس الأخوة الحرفيون نتائجه، لافتاً إلى أن الاتحاد وضع خطة عمل طموحة للعام الحالي.