“فوبيا روسيا” تغتال رئيس الوزراء السلوفاكي
سنان حسن
كشفت محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو بعد اجتماع حكومي وسط البلاد، مدى التحريض الكبير الذي يمارسه الغرب بحق كل من يرفض المضي في سياسته تجاه روسيا، حتى لو يكن مؤيداً بشكل كامل لموسكو، فرئيس الوزراء السلوفاكي أعلن منذ وصوله إلى السلطة رفض بلاده، العضو في الناتو، تسليح الجيش الأوكراني كما طالبت بروكسل والناتو وواشنطن، كما ذهب أكثر نحو المضي في علاقات طبيعية وغير عدائية مع روسيا، فكانت النتيجة تحريك الشارع تحت مسمى “معارضة”، ومحاولة تصويره على أنه “ديكتاتور” رغم وصوله إلى السلطة من بوابة الانتخابات البرلمانية، حتى وصلنا إلى حادثة الاغتيال، حيث نقلت وسائل الإعلام الغربية أن سبب إقدام المنفّذ هو رفضه سياسات رئيس الحكومة التي يخشى أن تبعد بلاده عن الغرب، كما علّقت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية على عملية الاغتيال بالقول، “فيتسو زعيم شعبوي موالٍ لروسيا”، فيما ذهبت “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى أن فيستو قام بحملة ضدّ العقوبات التي فُرضت على روسيا، وقال للناخبين، إنه لا يجب إرسال ذخيرة بلاده إلى أوكرانيا، بينما كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن التصور الغربي من وجود رئيس الوزراء السلوفاكي في السلطة بالقول، إن عودته إلى السلطة أثارت قلقاً بين منتقديه من أنه وحزبه قد يقودان سلوفاكيا بعيداً عن مسارها المؤيد للغرب.
منذ بداية العملية الخاصة الروسية لتحرير الدونباس من النازية الأوكرانية، والغرب بقيادة واشنطن يشنّ حملة تشويه غير مسبوقة لكل ما يتعلق بروسيا وشعبها وسياستها واقتصادها ورياضتها وثقافتها، حتى بات التصويب على كل روسي في الغرب هو “انتصار” تسعى القوى الغربية لتوظيفه للمضي في سياساتها العدائية، بعد فشلها في تحقيق أي خرق عسكري في الحرب على موسكو، فرأينا طرد الطلاب والرياضيين الروس من الفعاليات الرياضية والجامعات والمعاهد الأوروبية، كما رأينا تدمير لتماثيل مفكرين وكتاب روس مشهورين، بوشكين مثالاً.
وعليه فما جرى في سلوفاكيا ووقوع عملية الاغتيال المرعبة، هو نتيجة طبيعية للتحريض الرهيب الذي مُورس على الدولة الشرقية، وقسمها إلى قسمين موالي للغرب، وقسم شعبوي موالي لروسيا، والنتيجة قد نصل إلى حرب أهلية بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء فيستو.
إن السياسيات الغربية الإلغائية التي تمارسها بحق الموالين لروسيا سواءً دول أو مجموعات أو أفراد هو سلوك خطير جداً في العلاقات الدولية، ونهج مستمر من الغرب بحق كل من يخالفه ويرفض الانصياع إلى سياساته وأفكاره، والأمثلة لم تتوقف عند روسيا، فالدول الرافضة للسياسات الغربية باتت في “محور الشر”، وأصبحت أيضاً محاربة ومضطهدة. وهذا بحاجة إلى إعادة تصحيح في العلاقات الدولية، ولعل في التصريحات القادمة من الشرق بعد لقاء الزعمين الصيني شي جينغ بينغ والروسي فلاديمير بوتين ما يبشر بإعادة توازن للعالم: “العلاقات بين روسيا والصين ليست انتهازية وليست موجهة ضدّ أحد، وهما تدافعان بشكل مشترك عن مبادئ الديمقراطية والنظام العادل في العالم”.