واشنطن تنتهك التزاماتها القانونية
تقرير إخباري
ظلت الولايات المتحدة لفترة طويلة تزعم علناً أن الحفاظ على الوضع الراهن عبر مضيق تايوان يصبّ في مصلحتها ومصلحة كل أصحاب المصلحة, وباسم حماية السلام أصدرت واشنطن تحذيراتٍ مستمرة ضد أي طرف يسعى إلى تغيير الوضع الراهن من جانب واحد.
وهاهو ناقوس الخطر يُدق مرة أخرى، بينما تستعدّ الجزيرة لتنصيب فريق جديد من القادة يوم الاثنين القادم، ولكن هذه المرة جاء دور بكين لتقول ذلك لواشنطن لأن ما تفعله الأخيرة قد يجعل الوضع الحالي عبر مضيق تايوان هو الوضع السابق، وفي كل مرة يصبح فيها ممثل عن الحزب الديمقراطي التقدمي زعيماً للسلطات المحلية في الجزيرة الصينية، تؤكد بكين مجدّداً أنها لن تتعامل مع الساعين إلى الاستقلال.
لكن مثل هذا التحذير يحمل أهمية أكبر هذا العام، حيث تسعى واشنطن علناً إلى إحداث تغييرات بعيدة المدى في الوضع الراهن، وتجدر الإشارة إلى أن التدريبات العسكرية المشتركة التي أجرتها الولايات المتحدة مع تايوان في نيسان لم تقدّم سوى سبب إضافي لبكين للتشكيك في التزام واشنطن بالبيانات المشتركة الثلاثة التي اعترفت الحكومتان حتى الآن بأنها حجر الزاوية في العلاقة الصينية الأمريكية. وبغض النظر عن الكيفية التي تفسّر بها واشنطن التزام الولايات المتحدة بمبدأ صين واحدة، فإنها ملزمة قانوناً بعدم تطوير علاقات رسمية مع الجزيرة.
وعلى الرغم من أنه تم إطلاق اسم المواجهات البحرية غير المخطط لها على تدريبات نيسان، إلا أنها لم تكن كذلك على الإطلاق، وحسبما ورد، شاركت فيها ست سفن، بما في ذلك فرقاطات وسفن إمداد ودعم، وقد استمرّت عدة أيام، وغطّت العمليات الاتصالات ووصلت إلى البحث عن أهداف تحت الماء، ومن المؤكد أنهم لم يكونوا كما حاولت بعض المصادر في تايوان الترويج له “أنا أتناول الطعام في هذا المطعم، وأنت أيضاً موجود هنا”، ففي الشهر الماضي زار قائد البحرية في الجزيرة الولايات المتحدة لمناقشة كيفية تعزيز التعاون، وفي هذا الشهر حضر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة التايوانية مراسم تغيير الحرس لقيادة المحيطين الهندي والهادئ الأمريكية في هاواي.
وأما بكين فقد احتجت على العلاقات الوقحة بشكل متزايد بين الجيش الأمريكي والقوات المسلحة للجزيرة، التي من الواضح أنها تهدف إلى أن تكون بمنزلة ازدراء واضح لالتزاماتها في البيان دون تجاوز الخط الأحمر لبكين، ومن الناحية الفنية ذلك يشكّل خيانة واضحة للالتزامات الثنائية وانتهاكاً للقانون الدولي.
وتشكّل محاولات واشنطن الأخيرة لإعادة تفسير قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 275 تحدّياً أكثر مباشرة، لأنها تستهدف الأساس القانوني لمبدأ الصين الواحدة، ورغم أن هدف الولايات المتحدة المعلن يتلخّص في تسهيل المشاركة الفعّالة لتايوان في المنظمات الدولية، فإنها تعتزم القيام بما هو أكثر من ذلك، حيث يصف المسؤولون الأميركيون وضع تايوان بأنه غير محدّد ويدعون إلى المشاركة الفعّالة لتايبيه في منظومة الأمم المتحدة.
عائدة أسعد