اقتصادصحيفة البعث

تصدير 20 طن من العسل.. وترميم أكثر من 70% من خسائر القطاع

دمشق – ريم ربيع
بعد أن خسرت سورية حوالي 75% من أعداد طوائف النحل والخلايا خلال الحرب، أوضح نحالون ومختصون في القطاع أن السنوات الأربع الأخيرة حملت خططاً عديدة لترميم هذه الخسارة وتعويضها، حيث أكد رئيس جمعية تربية النحل في اتحاد الفلاحين الدكتور بسام نضر ترميم 70-80% من أعداد الطوائف وذلك بالتدريج بعد توزيع طوائف النحل على المربين عن طريق المنظمات الدولية واتحاد النحالين العرب، بمعدل 3 خلايا نحل ومستلزمات إنتاجهم لكل نحال متضرر، وهي خطوة تشكل باكورة عمل مشروع تطوير تربية النحل.
وبيّن نضر أنه يتم تصدير العسل حالياً لدول الجوار (لبنان والعراق والأردن)، ويوجد حديثاً مبادرات للتصدير لدول الخليج، لافتاً إلى إطلاق مبادرة للتركيز على النحل في إنتاج المحاصيل الزراعية، وتركيز الجهد على إنقاذه من المبيدات والآفات، وحماية سلالة النحل والعمل على تحسينها، ودعم النحال بتخفيض الأعباء عنه، وتسهيل ترحيل طوائف النحل، إضافة إلى دعم المربين بالمحروقات التي تشكل أبرز التحديات في القطاع، إلى جانب ارتفاع تكاليف الإنتاج ومعاناة ترحيل الطوائف وقلة اليد العاملة، وجهل المزارع بأهمية النحل، فيما تشكل التغيرات المناخية أبرز التحديات حالياً.
نضر أشار إلى امتلاكنا محلياً صناعة كل مستلزمات الإنتاج، من خلايا وقفازات وبدلات، وأصبح لدينا صناعات واعدة من منتجات خلية النحل، كجمع غبار الطلع البلدي وجمع العكبر وإنتاج الملكات والغذاء الملكي، إضافة لإنشاء شركات خاصة تعنى بصنع المواد الغذائية.
وخلال فعالية يوم النحل العالمي أوضح رئيس مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين أحمد هلال، أنه وبعد تصدير العسل دوغما واستغلال بلدان أخرى لهذه الأمر ليعيدوا تصديره باسمهم، بدأ اليوم استدراك هذا الأمر والتوجه لأخذ القيمة الحقيقية لتصدير العسل، حيث بدأت شركات القطاع الخاص تعلب وتغلف، ليأخذ العسل مكانه بالأسواق المحلية والعالمية وينال التصنيف عالمياً، مشيراً إلى البدء بمهمة التصنيف والتوثيق محلياً، بحيث تُبنى المراحل الأخرى عليها لتحديد الدعم للقطاع.
الدكتور إياد محمد مدير وقاية النبات بوزارة الزراعة كشف عن تصدير 20 طن من العسل، مقابل توصية حكومية بمنع استيراده حمايةً للنحالين، إضافة إلى منع استيراد الملكات إلا من مراكز موثوقة، فالتهريب موجود وحوالي 90% من الملكات الأرجنتينية التي وصلت سورية كانت مغشوشة، مضيفاً أن وزارة الزراعة وضعت خطة لتطوير القطاع، عبر تحسين وتطوير سلالة نحل العسل وتطوير البنية التحتية ومراكز تربية النحل، إذ أصبح هناك مراكز بكل المحافظات وتنظيم للمراعي النحلية وحمايتها، مشيراً إلى تطوير الصناعة وإنتاج العسل، والاستثمار.
الخبير في القطاع د.هشام الرز أكد أنه يجب سن القوانين والتشريعات لحماية النحل من المبيدات، وحماية النحالين من الكوارث الطبيعية، وتعويضهم، وتسهيل نقل الخلايا والحصول على الموافقات بسرعة، إضافة إلى دعم قوانين الحجر الزراعي واستخدام المبيدات الحيوية التي لا تؤثر على النحل، وزيادة زراعة النباتات الرحيقية.
وتركزت معظم مداخلات النحالين على آليات ترحيل النحل، مطالبين بتبسيطها وإطالة مدة وثيقة السماح وتنوع الجهات المانحة لها، ليؤكد مدير الوقاية د.إياد محمد أن الوثيقة التي تمنحها دائرة الزراعة مجانية بالكامل، وتم تخصيصها بهذا الشكل لأن النحالين الذي فقدوا الخلايا أثناء الحرائق والزلازل ولا يملكون إذن ترحيل كان من الصعب تعويضهم، فالهدف ضبط العملية وضمان الحقوق.