“فلسطين والإقليم”.. قراءة تحليلية لمقدمات طوفان الأقصى ووقائعه وتداعياته
حمص- عبد الحكيم مرزوق
“فلسطين والإقليم”، الكتاب الـ46 في سلسلة الطريق إلى الاستقلال التي يصدرها المركز الفلسطيني للتوثيق والإعلام، ويأتي صدوره في ظلّ استمرار وتصاعد حرب الإبادة التي يشنّها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة، في سياق ردّه الهمجي على هزيمته الدوية على يد هجوم طوفان الأقصى، الذي شنّته المقاومة الفلسطينية في 7/10/2023.
ويتألف الكتاب من ثلاثة أقسام؛ شغلت في معظمها لقراءة تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بينما تناول الأخير قضيتين إقليميتين مؤثرتين في مسار الصراع العربي والفلسطيني- الإسرائيلي؛ ويتضمن القسم الأول “ثلاثية الحرب” قراءة تحليلية لمقدمات الطوفان ووقائعه وتداعياته المتوالية فصولاً، وتتدرج تحت ثلاث دراسات تحليلية متكاملة تتوزع على ثلاثة فصول، الأول بعنوان “ما قبل الطوفان”، وتقدّم هذه الدراسة تحليلاً لأبرز التطورات والأحداث السياسية على الصعيدين الفلسطيني والإسرائيلي خلال عام 2023، عشية انطلاق طوفان الأقصى، وجاء الثاني بعنوان “طوفان الأقصى وما بعده” وهو دراسة تحليلية نقرأ فيها وقائع الطوفان ودلالاته على الصعيدين الميداني والسياسي، وتعيد تسليط الضوء على الواقع الفلسطيني في ظلّ هذا الحدث الكبير، أما الثالث فجاء بعنوان “في الحرب والسياسة”، وتبحث هذه الدراسة في تداعيات الحرب الهمجية التي يشنّها الكيان الصهيوني المحتل على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
ويتضمن القسم الثاني من الكتاب، والذي جاء بعنوان “قضايا فلسطينية ثلاث”، موضوعات توزّعت على ثلاثة فصول، يتصل الأول والثاني بما جاء في القسم الأول لجهة علاقتهما بما سبق الطوفان وما تلاه، فيما يترجم الثالث التوجّه نحو الإضاءة على الجبهة الثقافية في النضال الوطني الفلسطيني وفيه عناوين عدة، منها “اجتماع الأمناء العامين” وهو عرض تحليلي أعدّه المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، ويتناول فيه السياق الذي انعقد فيه هذا الاجتماع، ويقرأ في المؤشرات التي أظهرتها وقائعه ومخرجاته، و”الولايات المتحدة والأونروا” وهذا البحث عبارة عن دراسة تكشف الدور الاستخدامي الذي تضطلع به الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأونروا، انطلاقاً من استراتيجية واشنطن المعادية لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم.
وتحت عنوان “عن المشهد الثقافي في الـ48” بحث الكتّاب في المسار الذي شقه المثقف الفلسطيني، دفاعاً عن الهوية الوطنية في ظلّ الحكم العسكري الإسرائيلي الذي فرض على فلسطينيي الـ48 عقب النكبة، بينما ركّز القسم الأخير على جذور الأزمة في السودان عبر البحث في مراحل تطور النظام السياسي والآفاق المتاحة للخروج منها.