رياضةصحيفة البعث

لاعب واحد يمثلنا في أولمبياد باريس.. فضيحة رياضية تستحق التأمل!

ناصر النجار

لأول مرة يبرم الاتحاد الرياضي العام عقد احتراف مع رباعنا معن الأسعد ومدرّبه، والعقد الاحترافي – كما جاء في القرار – بسبب نتائج رباعنا الجيدة وتحقيقه إنجاز التأهل إلى أولمبياد باريس، وهو الرياضي الوحيد الذي تأهل إلى الأولمبياد، وكانت موهبة الطاولة هند ظاظا على أبواب التأهل لكنها خسرت أمام لاعبة لبنانية مخضرمة فضاعت عليها وعلينا الفرصة.

موضوع العقد الاحترافي مع الأسعد تأخر كثيراً، والمفروض أن يكون معمّماً على أفضل رياضيينا قبل فترة طويلة حتى نحصل على أبطال ذهبيين بوزن معن، والحقيقة التي لا تخفى على أحد أن رياضتنا خسرت الكثير من الرياضيين بسبب الإهمال وعدم الدعم، فالوصول إلى العالمية يتطلّب جهداً كبيراً ودعماً مالياً أكبر ودعماً فنياً، ونحن لدينا مواهب كثيرة في العديد من الألعاب التي اشتهرت بها رياضتنا كالملاكمة والمصارعة والجودو والكاراتيه وغيرها، وهذه الألعاب كانت منبع ميداليات رياضتنا، سواء في البطولات العربية الرسمية أو في دورات المتوسط أو في بطولات العالم والدورات الأولمبية، ونلاحظ أن إنتاجنا من الميداليات الحقيقيّة في المنافسات الرسمية قلّ ونضب، وأبطالنا الحقيقيون في هذه الألعاب تراجعت موهبتهم ونضب عطاؤهم لأن الدعم غاب عنهم!

ورغم أننا نسمع عن مشاركات هنا وهناك في البطولات المختلفة، ونسمع عن ميداليات كثيرة جنتها رياضتنا تحت مسميات دولية وقارية وغيرها، إلا أن هذه المسميات على ما يبدو “فالصو”، لأن من يتألق ببطولة دولية هنا وهناك يجب أن يكون قريباً ببطولته وأرقامه من الأبواب القارية والعالمية، ولكن على ما يبدو  فإن كل المشاركات كانت ضعيفة والميداليات خلبية، لا تعني شيئاً على مقياس التطور والتفوق والإنجاز.

أولمبياد باريس سنحضره بلاعب واحد هو معن أسعد، إضافة للفارس عمرو حمشو، وهذا نصيبنا، والتبريرات كثيرة والأعذار أكثر، وبغضّ النظر عن صحتها من عدمه، فالمفترض اليوم أن نخطّط للأولمبياد القادم وأن نضع استراتيجية عمل قادمة مبنية على أساس الوصول بأكثر عدد من اللاعبين إلى البطولات العالمية، نملك الكثير من المواهب والخامات وهؤلاء يحتاجون رعاية ودعماً، ومن الخطأ أن ندعم اللاعب عندما يصل، لأن المفترض أن ندعمه لكي يصل، وكما كرتا القدم والسلة مملوءة بالمدرّبين الأجانب، فبقية رياضاتنا تحتاج إلى خبرات فنية لكي تصقل موهبة لاعبينا وتوصلهم إلى العالمية.