رياضةصحيفة البعث

من يتحمل إخفاق هند ظاظا وعدم وصولها إلى أولمبياد باريس؟

ناصر النجار

تناقضت الأخبار حول خروج موهبة الطاولة هند ظاظا من نهائي بطولة غرب آسيا الأخيرة المؤهلة لأولمبياد باريس. البعض يضع اللوم على تراجع مستوى ظاظا بسبب مدة من الوقت قضتها في مدينتها في إجازة، والبعض الآخر يضع اللوم على أمور لوجستية، لكن اتحاد اللعبة وضع اللوم على المدرّب بقوله في بيان نشر على صفحته على مواقع التواصل: “السبب الحقيقي وراء خسارة هند النهائي وضياع الحلم هو عدم التوفيق وعدم التدخل بالوقت المناسب من قبل المدرّب”.
والحقيقة أن هند التي واجهت بطلة لبنان في النهائي سبق وهزمتها في مباراة التأهل إلى أولمبياد طوكيو الماضي وفي الدور الأول للبطولة الحالية، لكن في النهائي خسرت أمامها، وإذا أضفنا إلى مجموعة الأسباب التي تحدث عنها البعض فإن الثقة المفرطة من اتحاد اللعبة ومن اللاعبة نجدها السبب الحقيقي في الخروج المؤسف من البطولة، حيث صرّح اتحاد اللعبة قبل المباراة النهائية بالتالي: “خطوة واحدة متبقيه للوصول إلى أولمبياد باريس لنجمتنا الذهبية هند ظاظا”.

لا يمكننا إنكار الدعم والاهتمام الذي تلقته اللاعبة من القيادة الرياضية، سواء بالمعسكرات الكثيرة والمشاركات العديدة الخارجية، أو وجود المدرّب الإيراني معها منذ أكثر من عام، لكن الخطوة الأخيرة التي تجعل كل ما تمّ إعداده ناجحاً فشلت فيه بسبب ضعف التعامل مع المواقف الحاسمة، وهذه إحدى علل رياضتنا التي نعاني منها كثيراً وخسرنا بسببها الكثير من المباريات والبطولات، والأمثلة هنا كثيرة جداً.
الأولمبياد هو الصورة الحقيقية لرياضتنا وهو مقياس التطور والتراجع، ونلاحظ ضمن هذه المقاييس أن رياضتنا متراجعة جداً عن الأولمبياد السابق، فمن يتحمّل المسؤولية؟.

لا نريد أي أعذار أو مبررات، هناك الكثير من الأخطاء الممارسة، وهناك إصرار على عدم إصلاح هذه الأخطاء، والسبب أننا ماهرون بخلق الأعذار والمبررات، فإلى متى سنضع الأزمة شماعة لكل فشل؟ وإلى أي مدى أثرت الأزمة في هذا التراجع المخيف؟ قبل أن تكون مجمل الأزمات التي يتحدثون عنها مبرراً لكلّ فشل، هل فكرنا بما نقترفه من أخطاء بحق الرياضة والرياضيين، وهل عملنا على محاسبة المفسدين ومكافحة الفساد في الرياضة؟!.

هذا الموضوع أهم بكثير، وهو السبب الرئيسي في تراجع رياضتنا قبل أي أزمة كبيرة أو صغيرة نصطنعها، وإذا أردنا الإصلاح فعلينا معالجة هذه الأخطاء ومحاسبة المفسدين ووقتها يمكن أن نقول: هناك عوائق خارجية أخّرتنا وساهمت في تراجعنا.