أوروبا تنقلب على الكيان الإسرائيلي.. سيلٌ من الاعترافات بدولة فلسطين
الأرض المحتلة -عواصم-تقارير
بعد أن ظنت الصهيونية العالمية أنها في الطريق لإنها القضية الفلسطينية والقضاء على أي أمل للفلسطينيين بإقامة دولتهم، نتيجة سنوات من العمل على تحويل الأنظار عن فلسطين باختراع معارك جانبية وإثارة القلاقل والفتن في دول الجوار الفلسطيني، بالإضافة إلى العمل على ما يسمى “تطبيع” علاقات دول المنطقة من خلال اتفاقيات كان من المفترض أنها ستعطي الغطاء الشرعي العربي والإسلامي لوجود الكيان المسخ، تأتي التطورات اليومية ضدّ ما تشتهيه السردية الإسرائيلية على صعيد العالم برمته، وتتزايد الاعترافات بفلسطين وقضيتها.
واليوم نرى إسبانيا وإيرلندا والنرويج تقرّر اللحاق بـ9 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، هي بلغاريا وبولندا والتشيك ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وقبرص والسويد ومالطا والاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، حيث أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أن بلاده تعترف بالدولة الفلسطينية، مردفاً: إن رئيس حكومة (إسرائيل) بنيامين نتنياهو يواصل تدمير غزة وهو أمر يجب وقفه، ومضيفاً: نحن شعب مسالم، وهذا ما يظهره آلاف المحتجين في الاحتجاجات ضد مجازر غزة، كما أكد في الوقت نفسه الضغوط التي تواجهها بلاده لمنعها من الاعتراف بدولة فلسطينية، مشدداً على أن إسبانيا عبر الآليات الديمقراطية. كما أعلن رئيس الوزراء الإيرلندي اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، معرباً عن ثقته بأن مزيداً من الدول ستنضم إلى إيرلندا في هذه الخطوة. وأعلن أيضاً رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين اعتباراً من الـ 28 من الشهر الجاري، وبموجب الاعتراف ستعتبر النرويج أن فلسطين دولة مستقلة لها الحقوق والواجبات المترتبة على ذلك، وستتركز جميع العلاقات مع فلسطين على القواعد الأساسية للقانون الدولي، فيما يتعلق بالاستقلال والمساواة والتعايش السلمي.
في المقابل رحّبت رئاسة السلطة الفلسطينية وخارجية السلطة بهذه الإعلانات، مشيرتين إلى أنها فعّالة في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه، وحثت دول العالم على أن تعترف بها وفق قرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط الرابع من حزيران عام 1967.
إلى ذلك، هاجم متطرفون مؤيدون للاحتلال الإسرائيلي مجموعة من الطلاب المعتصمين في جامعة ميلانو الإيطالية نصرة للشعب الفلسطيني ورفضاً للعدوان على قطاع غزة، وينتمون إلى مجموعة “لوتا كومونيست”، حيث قاموا بالاعتداء على الطلبة وتحطيم المقاعد وتمزيق اللافتات التي يرفعونها، في وقت هدّد رئيس الجامعة إيليو فرانزيني الطلاب المؤيدين لفلسطين، وطالبهم بإنهاء الاحتجاج بذريعة احتلالهم المساحات الداخلية للجامعة ما يقوّض التخطيط العادي للأنشطة المؤسسية.
ومع اتساع رقعة الاحتجاجات المناهضة لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة وجدت العديد من الجامعات الأمريكية المعروفة والشركات العالمية نفسها في مواجهة ضغوط متزايدة من الطلاب والعاملين فيها وسط مطالبات بإنهاء العلاقات مع كيان الاحتلال، ووقف الاستثمارات التي تسهل عمليات دعمه، حيث سلط موقع دويتشه فيله الألماني الضوء على تفاعلات الحركة الاحتجاجية العالمية ضد جرائم الاحتلال في غزة وامتدادها، فمن الجامعات الأمريكية واحتجاجات الطلاب فيها إلى الجامعات الأوروبية وصولاً إلى شركات كبيرة يصبح كل يوم مدى الاعتصامات أبعد، وتتوسع دائرة الانخراط في الواقع السياسي فيها، وكما كانت طريقة تعامل العديد من إدارات الجامعات الأمريكية مع مثل هذه الاحتجاجات واضحة عبر القمع والتهديد واعتقالات من قبل الشرطة وفصل لأساتذة وطلاب اتسمت معاملة الشركات بالملامح ذاتها، حيث أقدمت شركة غوغل الشهر الماضي على فصل 50 من موظفيها بعد مشاركتهم في اعتصام مؤيد للفلسطينيين، كما سبقتها شركة آبل إلى هذه الخطوة بفصلها 300 موظف للسبب ذاته.
ميدانياً.. قالت المقاومة الفلسطينية: في عملية مركبة تمكن مقاتلونا من إيقاع قوة صهيونية راجلة قوامها 10 جنود في كمين ليلي، بعد استهدافها بعبوة رعدية وإلقاء القنابل اليدوية، وفور حضور قوة الإنقاذ قام المقاتلون بتفجير عبوة شواظ فيها، وأوقعوا أفراد القوتين بين قتيل ومصاب قرب مدرسة شمال بيت حانون شمال القطاع، وإن المقاتلين تمكنوا من قنص 3 جنود للاحتلال شمال بيت حانون، واستهدفوا بقذائف “الياسين 105″ و”عبوة شواظ” دبابة ميركافا وثلاث جرافات جنوب شرق مدينة رفح جنوب القطاع.
واستشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين إثر العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ 229 على قطاع غزة المنكوب، كما قصف الاحتلال تجمعاً للنازحين في بلدة الزوايدة وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين معظمهم أطفال، بينهم طفل خرج من رحم والدته، كما ارتقى 6 شهداء، وأصيب آخرون بقصف صاروخي من طيران الاحتلال لمنزل في منطقة الفالوجا بجباليا شمال القطاع.
إلى ذلك، قصف طيران الاحتلال ومدفعيته منازل الفلسطينيين في حيي الزيتون وتل الهوى في مدينة غزة وسط القطاع، وتل السلطان في مدينة رفح جنوبه، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين.