صحيفة البعثمحليات

في أجواء الامتحانات.. توتر عائلي ومحاولات لتوفير مستلزمات الدراسة

دمشق – البعث

أسباب كثيرة تخلق الخوف في نفوس الطلاب، وخاصة خلال فترة الامتحانات، فالخوف صفة مكتسبة وليست فطرية يكتسبها الشخص من البيئة المحيطة به، وفق ما أكدته الباحثة الاجتماعية نورا عبد الباقي التي أكدت أن الخوف اليوم بات جزءاً أساسياً من الحياة في ظلّ الظروف السيئة المحيطة بالجميع، فكيف الحال بأولئك الطلبة الذين يعيشون في هذه الظروف التي تضاف إلى الظروف الدراسية السيئة التي تدبّ الرعب في نفوسهم خوفاً من الحصول على نتائج غير مُرضية، ناهيك عن المحيط الأسري الذي يفرض نوعاً من الهلع من الامتحانات والعقوبات القاسية التي ستكون نتيجة حتمية لنتائج الطلبة غير المرضية، وهذا سيزيد الخوف والقلق والتشتّت أثناء الدراسة، فتبادل الآباء مع الأبناء الاتهامات والتوبيخ والعتاب في حال فشل الطالب في الامتحان سيضاعف شعور القلق لديه.

العديد من المدرّسين الذين التقيناهم أكدوا أن إعداد الطالب وتهيئته يجب أن تكون على مدار العام، ليس فقط خلال الفترة الامتحانية، من أجل ضبط معنويات الطالب وجعله يحافظ على هدوئه على مدار السنة وصولاً لتقديم الامتحان، هذا إلى جانب دور مهمّ للأهالي يتمثل بعدم تهويل الامتحانات للأبناء وعدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة منه، وتوفير جو عائلي يسوده الحنان والمودة والهدوء والتنشئة الاجتماعية التي تبني الثقة بين أفراد الأسرة، وكذلك الثقة بالنفس وتعزيز عزيمة الطالب وثقته بنفسه وتشجيعه عند حصوله على نتائج جيدة، ورفع معنوياته عند حصوله على نتائج متدنية، وعدم حرمان الطالب نهائياً من الترفيه أوقات الامتحانات، وتخصيص بعض الوقت لذلك خلال فترة الدراسة، وعدم مقارنة الطالب بزميل أو أخ له متفوق، لكي لا يحبطه ذلك أو يعيق تقدمه، ناهيك عن أن الخوف من الرسوب أو تحقيق علامة سيئة في الامتحانات يقود إلى رفع التوتر والقلق لدى الطالب قبيل إجراء الامتحان، وفي بعض الأحيان يزداد هذا التوتر ويقود إلى فقدان التركيز وأعراض صحية تؤثر على الطالب سلبياً، وهذا بدوره يؤدي إلى نسيان بعض المعلومات، إضافة إلى أن غياب ثقة الطالب بقدرته على الإجابة على جميع الأسئلة المطروحة يخلق الخوف في نفسه، لذا لا بدّ من تعزيز قدراته الإيجابية في نفسه وغرس الإيمان بأنه قادر على اجتياز الامتحان بتفوق، وأن النتيجة ستكون مرضية له ولأهله لأنه قدّم أفضل ما يستطيع، فالخوف من الفشل أمر مطلوب لكن الكارثة تكمن في الإفراط به.