مع تزايد الطلب عليها.. استثمارات الطاقات البديلة والحيوية تنتظر التنفيذ ودعم القوانين
دمشق – البعث
سباق دائم في مضمار السعي لتأمين الطاقة اللازمة، والبحث عن مصادر جديدة للطاقات المتجدّدة تدعم المصادر الرئيسية للطاقة الأولية، وذلك لمواكبة متطلبات النمو المتسارع على الطاقة، وارتفاع مستوى المعيشة، بالإضافة إلى الطلب الكبير لناحية الصناعة والزراعة، فما هي الطرق والأساليب التي يمكن استخدامها لسدّ الحاجة على الطلب المتزايد على الطاقة؟ وكيف يمكن الاستفادة من المصادر القديمة المتجدّدة لتأمين هذه المادة بما ينسجم مع الجهود الهادفة للحفاظ على البيئة؟ وما هي قصة استخدام الغاز الحيوي الناتج عن هضم النفايات؟.
لا شكّ في أن تنوّع أساليب معالجة النفايات الصلبة من المقومات الأساسية في الحفاظ على البيئة، وفق ما أكده الكيميائي يوسف عبد الله الذي أشار إلى أهمية الاستفادة العلمية الاقتصادية من الكميات الهائلة من النفايات في إنتاج الغاز الحيوي، فقد تمّ تطوير التقنية الفنية في العالم للاستفادة من الطاقة الحيوية في العديد من دول العالم، والاستفادة منها في الحصول على طاقة كهربائية، لافتاً إلى أن النفايات المنزلية تضمّ ثلاثة أصناف، منها نفايات عضوية: (بقايا الأطعمة، القشور، نفايات المسالخ)، ونفايات غير خطرة قابلة لإعادة التدوير يمكن إعادة تكرير جزء منها، ونفايات ضارة: (بطاريات، لمبات الإضاءة، موازين الحرارة، الترمومترات، الأدوية، المحاليل، مواد التنظيف، الزيوت القديمة المستهلكة)، وهذه النفايات تنتج بانتظام من المنازل خالية من نفايات المهن، وهي من الناحية العملية تحتوي الجزء الرئيسي للنفايات الناجمة عن الشركات الصغيرة، والمحلات، وجميع المؤسسات: (المدارس، المستشفيات، الإدارات).
وفيما يخصّ معادلة إنتاج الغاز من النفايات، أوضح أن طناً واحداً من النفايات البلدية الصلبة ينتج كمية من غاز المطمر تصل إلى نحو 375 متراً مكعباً، مع قيمة حرارية تصل لغاية 20 ميغا- جول لكل م3، وقد أثبتت المطامر أنها ناجحة جزئياً فقط نظراً إلى أن 60% من غاز الميتان المتولّد يفلت بالتسرب (الارتشاح leakage)، ومن ناحية أخرى يعتبر نظام الجمع تحدياً، حتى إن أكثر الأنظمة كفاءة في استخلاص الغاز المنبعث من المطمر لا يمكنها جمع أكثر من 70 بالمئة، وكمبدأ عام يمكن لمطمر واحد يحتوي على مليون طن من نفايات البلدية الصلبة المطروحة أن ينتج على مدار عشر سنوات ما ذروته 700 م3 في الساعة من الميتان.
بدوره عماد أبو قنصول “خبير بيئي” أكد أن المنتوجات الزراعية التي تزرع خصيصاً لتكون مصدراً للوقود الحيوي، مصادر “الغاز الحيوي”، إلى جانب كونها مصدراً غذائياً مثل: (الذرة، الفول، الفول السوداني، البطاطا، زيت القمح، زيت بذور اللفت، زيت بذور الكتان، وقصب السكر لينتج الايثانول كوقود حيوي، زيت البلح، زيت بذور القنب، إلى جانب أشجار الغابات: الخشب، القش، والنفايات المنزلية: (بقايا الطعام)، والزبل (روث الحيوانات)، ونفايات المجاري المنزلية.
خلاصة بيئية
ما يميّز منتجات هذا البحث أنها تحقق أهدافاً متعدّدة، منها ما يشكّل خطوة متقدمة في مشوار البحث عن مصادر الطاقة، ومنها ما يخدم التوجهات نحو البيئة الآمنة والنظيفة، حيث إن تطبيق التكنولوجيا الحديثة في معالجة النفايات البلدية الصلبة، وتنفيذ محطات لمعالجة النفايات والمطامر الصحية، يسهم في الاستفادة من الإصدارات الناتجة عن قطاع النفايات، والتخفيف من أثرها في ظاهرة الاحتباس الحراري، وتحويلها إلى طاقة كهربائية، بحيث تكون رديفاً لمصادر الطاقة الأولية: (النفط والغاز)، ولمصادر الطاقات المتجدّدة الأخرى كالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، فهل ستكون هناك في المستقبل القريب برامج وطنية شاملة لنشر الاستفادة من طاقة الغاز الحيوي، ولاسيما مصادر المخلفات في المناطق الحضرية والريفية، ومزارع تربية الحيوانات، أم ستبقى هذه الأفكار عالقة في حبرها على وريقات ترتسم عليها خرائط لمنابع الطاقة ولكن دون استثمارها؟