“ربيع حلب 2024”.. دلالات لونية وتكوينات حياتية ومزيج بين الواقع والمخيلة
غالية خوجة
يدور معرض “ربيع حلب 2024” التشكيلي دورته الجديدة مع أعمال 44 فناناً وفنانة، عاكساً العديد من الدلالات اللونية وتكويناتها الحياتية المستمدّة من مزيج إيقاعي بين الواقع والمخيلة، رسمتها أجيال متناغمة بين مؤسّسين ومخضرمين وشباب.
عكست الأعمال تقنيات مزهرة بألوان حارة وباردة، وإيحاءات ديناميكية استطاعت الإفصاح عن تدرجاتها الحكائية والظلالية والضوئية، وثيمات موضوعية عن الحياة اليومية وتأملاتها، وحضرت فنون الخط بتشكيليتها، كما في أعمال الفنان أحمد قاسم، وحضرت إيقاعات النحت مع الفنانين المشاركين ومنهم صالح البوشي، عبد القادر منافيخي، وبسام بيضون، إلى جانب حضور الطبيعة كبيئة جمالية مشهدية، وتعبيرية، وواقعية، وتجريدية، وخرافية، ومنها نذكر مشاركة كلّ من الفنان بشار البرازي، وخلدون الأحمد، وتيسير قواف، وحنيف حمو، ولوسي مقصود، وهيفاء فيليك، وسعد قصبجي، بينما تحضر الحالات الإنسانية بوجداناتها، وصراعاتها الدرامية، وآمالها وأحلامها في أعمال أخرى، ومنها لوحة الدرويش للفنان إبراهيم داود بلباسه الفلكلوري، وحكايته المتحركة بين ملامحه وحركته الجسدية، كذلك، ما تعكسه لوحة الفنان محسن خانجي من خلال نسائها الخمس كشخصيات أساسية، ترتدي زيّها الفلكلوري بأسلوب فني، وبحركة فيها من الوقار المختزن للكثير من الحكايات عن الذات والحلم واللحظة الراهنة.
المعرض الذي نظّمه اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب لأعضائه المشاركين، في صالة الأسد للفنون الجميلة- صالة الاتحاد، أظهر حالة من التنوع بين الانطباعية والرومانسية والكلاسيكية والتجريدية والسوريالية، واحتفى بالعديد من الثيمات الموضوعية الحياتية واليومية مثل الحب والمعاناة والمونولوغ، بالإضافة إلى المعالم المكانية مثل قلعة حلب وحاراتها وقناطرها وأبوابها وشبابيكها، كما في لوحات كلّ من الفنانين صلاح خالدي، ونجلاء دالاتي، وفيصل تركماني، ومجد كيالي، وأيمن الأفندي، خصوصاً، مدينة حلب القديمة، مضفياً حيوية تجدّد المشهد الفني الثقافي، وتترك للفنانين التعبير عن حالاتهم وما يشعرون به في أعماقهم، ومحيطهم، ما يجعل لوحاتهم ومنحوتاتهم تتحدث عن ذاتها بين طبيعة وجمال وآلام ومنطوق إنساني وفضاء يتحدث فيه حجر الأمكنة مع تاريخها على مر الأزمنة.
ويعدّ هذا المعرض تظاهرة سنوية يحرص الاتحاد على دوريتها، ليعبّر المشاركون عن أحاسيسهم ورؤاهم وأحلامهم، كما أوضح الفنان يوسف مولوي رئيس فرع حلب لاتحاد الفنانين، وأضاف: “فنانو حلب يؤكدون مواصلة الحركة الفنية، وإزهارها لربيعهم الوطني الحقيقي المتواقت مع فصل الربيع، ليظلّ “الأمل بالإبداع” وهو عنوان لمؤتمر اتحاد الفنانين التشكيليين للتأكيد على الإبداع بالفكر الجديد والأسلوب الجديد”.
بدوره، رأى الفنان المشارك إبراهيم داود، أمين سر الاتحاد فرع حلب، أن المعرض دمج بين الأجيال الفنية من كبار وشباب، وضم جميع الفنانين المتواجدين في مدينة حلب، باستثناء المشاركين في معرض صالة “مرقص” المتزامن مع هذا المعرض، مضيفاً: “يمتاز معرض ربيع حلب الحالي بالمناقشات البنّاءة بين الأجيال، لذلك، نحن نسعى لأن تكون هناك ندوة على هامش المعرض المستمر مدة أسبوع”.