في نهائي كأس الجمهورية.. سقطت كرة القدم!
ناصر النجار
لم يُكتب للمباراة النهائية لكأس الجمهورية بكرة القدم بين الفتوة والوحدة النهاية السعيدة، فانتهت إلى شغب عارم وتكسير للملعب، وشطط ليس له حدود أمام مرأى الجميع وعلى شاشات النقل، واللقطات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي كانت حزينة ومؤسفة ويندى لها الجبين!.
تفاصيلُ المباراة والشغب دلّت على أننا بعيدون كلّ البعد عن حضارة كرة القدم، وأننا ما زلنا نعيش زمن الجاهلية الأولى، والمشكلة أن كلّ فرقنا عاشت على فكرة الفوز ولا شيء غير الفوز وأي نتيجة أخرى فهي غير مقبولة، لكن في النهائي كانت النتيجة معكوسة، فالفائز هو من عاث بالملعب فوضى وشغباً وتكسيراً، لذلك تساءل المراقبون: إذا كان الحال هذا وقد حمل الفتوة اللقب، فما مصير المباراة لو أنه خسر؟
جمهور الوحدة لم يقصّر أيضاً بواجبه تجاه الشغب، فكانت ردّة فعله موازية، وللأسف نقول: اختلط في المباراة الحابل بالنابل!
المباراة بمجملها تحتاج إلى دراسة تفصيلية من اتحاد كرة القدم، فلجنة المسابقات فشلت فشلاً ذريعاً في تنظيمها، ولم تستطع إدارة المباراة كما يجب، وشاهدنا (الحويصة) وما أكثرهم على أرض الملعب طوال المباراة، ودكة الفريقين ضمّت من هبّ ودبّ من الأشخاص، أيضاً ثبت أن اللوائح الانضباطية باتت تحتاج إلى تعديل جذريّ، فكل مواد اللائحة لم تردع الشغب وكل العقوبات التي وصفها البعض بالقاسية لم توقف الخلل وشطط الملاعب، وأثبتت المباراة أن التعامل مع حالات الشغب بعين العطف والرحمة كان في غير محله.
في كلّ الحالات الانضباطية والتي خرجت عن أدب الملاعب كانت الشرارة تنطلق من داخل الملعب، فالمتنفذون من الأندية كانت كلمتهم أكبر من أي عقوبة ومن أي حلّ، فهم المسيطرون على كل الأجواء، لذلك غُيّب القانون في الكثير من تفاصيل المباريات مع تقاعس بعض الحكام والمراقبين الذين حضروا المباريات على مبدأ (شاهد ما شفش حاجة)!!
وإذا كان طاقم التحكيم الدولي والمفترض أن يكون محايداً (طنش) عن حالة ركلة الجزاء الترجيحية الأخيرة ولم يعرها أدنى اهتمام، فالعار كلّ العار قد لحق بتحكيمنا لأنه غيّب العدالة وهو من أولويات مهام قضاة الملاعب.
في المباراة النهائية سقطت أخلاق كرة القدم، وسقطت عدالتها، وانتصرت الفوضى والعشوائية، وعادت بنا كرة القدم إلى زمن الجاهلية.