المباراة النهائية لكأس الجمهورية لخصت مستوى كرتنا وكشفت عيوبها
ناصر النجار
من المفيد العودة مرة أخرى إلى المباراة النهائية لكأس الجمهورية لكرة القدم التي جمعت فريقي الفتوة والوحدة، وانتهت إلى فوز الفتوة بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، وكنا قد أشرنا إلى أحداث الشغب التي رافقت نهاية المباراة وإلى سوء إدارة وتنظيم المباراة، واليوم نتحدث عن الجانب الفني فيها.
هذه المباراة لخّصت مستوى الكرة السورية من حيث الأداء غير المقنع، وخاصة من بطل الدوري الذي لم يظهر بالمستوى المقبول وخيّب آمال وتوقعات المراقبين الذين ظنوا أن الفتوة قادم لحسم المباراة بسهولة، ولكنه تعذّب كثيراً أمام فريق متأخر في الدوري عانى كثيراً قبل أن ينجو من الهبوط في الأمتار الأخيرة من الدوري، ولو لم يكن الساحل والحرية بوضع أسوأ لما وجدنا الوحدة بمكانه اليوم بين الكبار.
إذا كان هذا هو مستوى بطل الدوري الذي امتلك الإمكانيات الوفيرة، وضمّ خيرة نجوم الكرة السورية في الدوري المحلي فبعداً لكرة القدم التي استهلكت الكثير من المال، وأهدرت الكثير من الوقت دون طائل أو فائدة ترجى، ولا عتب على بقية الفرق التي لم تملك ربع ما يملكه الفتوة من إمكانيات بشرية ولوجستية ومالية.
وكما نلاحظ فإن فريق الفتوة هبط مستواه بشكل واضح في الشهرين الأخيرين، فمن خلال سبع مباريات لعبها خسر في ثلاث منها أمام الوحدة وجبلة بهدف نظيف، وأمام تشرين بهدفين لهدف وتعادل مع الوثبة والوحدة بلا أهداف وحقق فوزين فقط على الجيش 3/1 وعلى تشرين 4/صفر، وهذا يؤكد أن مستوى الفريق يسير نحو الانحدار، ولا نقبل بالقول إن النتائج هذه جاءت بعد أن ضمن الفريق بطولة الدوري لأن المباراة الأخيرة لخصت كل شيء وأعطت كلمة الفصل.
لكن المؤسف في المباراة أن البطل فقد مخزونه البدني في النصف الثاني من الشوط الثاني، ما جعل فريق الوحدة يبسط سيطرته على المباراة وكاد أن يحسمها لولا الخبرة التي افتقدها شبان الوحدة في اللمسات الأخيرة، وتراجع اللياقة البدنية عند اللاعبين يُسأل عنه الطاقم الفني الذي استراح على ما يبدو بعد حسمه لقب الدوري وبعد وصوله للمباراة النهائية لكأس الجمهورية وقد ظن أن خصمه بمتناول يده.
من جهة أخرى تساءل الكثير من المراقبين عن سبب تأخر مدرّب الفتوة بالتبديل في الشوط الثاني، وخاصة بعد أن تراجع منسوب الفريق وهبط مستوى الأداء بشكل عام، وكان المفترض بالمدرّب أن يجري ثلاثة تبديلات بشكل مبكر ويدع التبديلين الأخيرين لآخر المباراة أو للوقتين الإضافيين، لكننا لم نجد حرص المدرّب على حسم المباراة بوقتها وكان مثل فريق الوحدة يجرها إلى ركلات الترجيح بعد أن شعر أن فريقه لم يعد يملك ما يقدّمه من جديد في المباراة.
من تفاصيل المباراة الأخيرة نجد أن كرتنا بحاجة إلى إعادة تقييم وضعها الفني من جديد، وأن يسعى المجتهدون لإعادة بنائها، فالمستوى العام هذا الموسم لم يكن ساراً والمستوى في هبوط عند جميع الفرق، ولا بدّ من حلول مجدية قبل أن يصبح الدوري الممتاز شبيهاً بدوري الأحياء الشعبية.