صحيفة البعثمحليات

“تاميكو” تحقق إيرادات قياسية تقارب 22 ملياراً خلال أربعة أشهر

دمشق- إبراهيم مخلص الجهني

في ظل التطورات السريعة التي يشهدها قطاع الصناعات الدوائية، تبرز شركة تاميكو للصناعات الدوائية كإحدى الشركات الرائدة بفضل التزامها بتقديم منتجات ذات جودة عالية ومعايير عالمية، وقد نجحت تاميكو في تعزيز مكانتها على الساحة المحلية.

ولإلقاء الضوء على آخر الإنجازات والتحديات التي تواجه الشركة، تواصلت “البعث” مع المدير العام لشركة تاميكو، الدكتور خلدون حيبا، للحديث عن رؤيته لمستقبل الشركة، حيث أوضح أن الشركة تنتج مجموعة متنوعة من الأشكال الدوائية، مثل الكبسولات والأقراص والشراب الجاف والسائل، بالإضافة إلى الأملاح والمعقمات، وبلغ حجم الإنتاج السنوي من الكبسولات 60 مليون كبسولة، ومن الأقراص 140 مليون قرص، وكانت الكميات خلال السنوات السابقة مقاربة لهذه الأرقام، ويتمّ العمل على زيادتها من خلال العديد من الإجراءات، مشيراً إلى أن تاميكو تعتبر من الشركات الرابحة في وزارة الصناعة، حيث بلغت إيراداتها حتى نهاية الشهر الرابع من العام الحالي 21 ملياراً و750 مليون ليرة سورية، مع استقرار نسبي في الإيرادات خلال السنوات السابقة وتحسن ملحوظ مرتبط بارتفاع أسعار المنتجات.

مستحضرات جديدة

وكشف الدكتور حيبا أن الشركة تعمل على تطوير مستحضرات دوائية جديدة، حيث يجري حالياً إعداد الأضابير الخاصة بها لعرضها على وزارة الصحة والحصول على الموافقات اللازمة لتصنيعها وطرحها في الأسواق، ويتم عادةً تكليف المديرية الفنية في الشركة من قبل المدير العام لدراسة المستحضرات الجديدة للنظر في إمكانية إنتاجها عند توفر الإمكانيات، موضحاً أن هناك تعاوناً مستمراً في مجال البحث والتطوير مع وزارة الصحة وبعض الهيئات مثل هيئة التقانة الحيوية في وزارة التعليم العالي.

الخطط المستقبلية

وبيّن الدكتور حيبا أن الشركة تدرس حالياً عدة مشاريع مستقبلية، منها المشاركة في إنشاء معمل لإنتاج مستلزمات جلسات غسيل الكلى بالتعاون مع شركة يوروميد الخاصة، في شركة سيرونكس والمشروع حالياً قيد الدراسة في رئاسة مجلس الوزراء، كما يجري العمل على مشروع لتغليف وتعقيم الشاش في مقر شركة تاميكو المؤقت، بالإضافة إلى مشروع لتعقيم وتغليف القفازات الطبية بالشراكة مع القطاع الخاص، كاشفاً عن وجود اهتمام من بعض الشركات الإيرانية الحكومية والخاصة المنتجة للأدوية السرطانية للتعاون مع تاميكو، حيث يُدرس حالياً مقترح لتولي تاميكو مهام الكرتنة، والتغليف، والتخزين، والتسويق، والبيع لهذه المنتجات.

وأضاف الدكتور حيبا أنه يتم حالياً نقل خطوط الإنتاج والآلات من البناء المؤقت إلى البناء الجديد المجاور بعد تجهيزه، مما سيتيح استخدام المبنى الفارغ لإنشاء أقسام إنتاجية جديدة، مثل إنتاج التحاميل، الكريمات، والمراهم، منوهاً بأن هناك إمكانية لإعادة إعمار معمل تاميكو المدمر في المليحة وفق المشاريع المراد تنفيذها، مع توفير البنية التحتية والمرافق اللازمة لإنتاج السيرومات، الكبسولات، والأقراص، بالإضافة إلى مستحضرات نوعية جديدة بعد الحصول على امتيازات من دول صديقة أو بالشراكة، كما تمتلك الشركة أراضي في السويداء واللاذقية، مع دراسات جاهزة لإنشاء معامل أدوية بشرية على هذه الأراضي، بانتظار قرار الحكومة لتفعيل هذه المشاريع.

تحديات وتطلعات

ولم يخفِ المدير العام، الدكتور خلدون حيبا، تأثير الأزمة على عمل الشركة، وأكد أن تاميكو عملت جاهدة منذ بداية الحرب للحفاظ على العملية الإنتاجية، مع توقفات محدودة جداً، لكن بفضل المتابعة المستمرة والجهود المتواصلة، تمّت إعادة تشغيل الأقسام الإنتاجية تدريجياً.

وأوضح الدكتور حيبا أن التحديات التي تواجه الشركة تشمل الاستمرار في تزويد السوق بالمنتجات الدوائية، مع الحفاظ على أسعار مناسبة في ظل ارتفاع الأسعار، ومن أبرز هذه التحديات قلة عدد العاملين، حيث إن معظمهم في سن متقدم، والتأخير في رفد الشركة بالعمالة الشابة سيؤدي إلى نقص العمالة بسبب التقاعد، مما ينعكس سلباً على الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، يواجه العمال نقصاً في التحفيز المادي، مما يؤثر على الأداء ويزيد من التهرب الوظيفي والاحتراق الوظيفي. كما أشار إلى أن نقص المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج، نتيجة الإجراءات المعقدة لتأمين احتياجات القطاع العام من خلال المناقصات واستدراج العروض، يؤدي إلى التأخير في عمليات الإنتاج، مبيناً أن المنافسة مع المعامل الدوائية الخاصة، التي تتمتع بمرونة أكبر وتقدم عروض ترويجية، تشكل تهديداً للشركة.

ضمان الجودة والتصدير

وعن معايير الجودة التي تتبعها الشركة لضمان جودة المنتجات الدوائية، أشارالدكتور حيبا إلى أن المواد الأولية يجب أن تكون من مصادر موثوقة وتخضع للتحاليل الدوائية النظامية عند توريدها للشركة، ويتم فحصها للتأكد من مطابقتها للشروط النظامية، ثم تخزينها بشروط صحية مناسبة، وتتم مراقبة الجودة في جميع مراحل التحضير والإنتاج وبعد التصنيع، وتخزن المنتجات في المستودعات بشكل صحيح حتى استخراجها إلى السوق بعد الحصول على نتائج التحاليل من وزارة الصحة، مؤكداً أن الشركة تسعى للحصول على أسواق تصديرية بالتوازي مع تلبية احتياجات السوق المحلية، وهناك عرض من العراق يتم حالياً التفاوض بشأنه.

وختم الدكتور خلدون حيبا، المدير العام لشركة تاميكو، حديثه بالتأكيد على الاهتمام اليومي والمستمر من وزير الصناعة بواقع الشركة لضمان استمرارية العملية الإنتاجية، مشيراً إلى جهود الشركة في تعزيز العمالة الشابة والحفاظ على العمالة الحالية من خلال تحسين الظروف المادية والمعيشية بما يتماشى مع الإمكانيات المتاحة، وضمان توفر المواد والمستلزمات بشكل دائم ومتواصل.