جحيمٌ على الأرض
عبّرت منظمات حقوق الإنسان الدولية والقادة الذين يطالبون منذ أشهر بوقف إطلاق النار في غزة، عن تجدّد الرعب مع ظهور صور للقصف الإسرائيلي مؤخراً لمخيم رفح الذي تشكّل النساء والأطفال الأغلبية فيه.
وحسب شبكة “إن بي سي” وقعت الغارة على بعد أقل من ميل واحد من منشأة طبية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، حيث وصل ما لا يقل عن 180 جريحاً يوم الأحد.
وجاء القصف بعد يومين من إصدار محكمة العدل الدولية قرارها الأخير بشأن العدوان الذي تشنّه “إسرائيل” على غزة، حيث أبلغت الحكومة “ضرورة الوقف الفوري لعدوانها العسكري أو أي عمل آخر في رفح، وأن محكمة العدل الدولية ليست مقتنعة بادّعاءات “إسرائيل” اتخاذ خطوات لحماية المدنيين.
وطالبت المجموعات التي أدانت مراراً وتكراراً العدوان الإسرائيلي على غزة الإدارة الأمريكية بإنهاء دعمها المالي والسياسي لـ”إسرائيل” بشكل فوري، وخاصة أن الولايات المتحدة هي أكبر مموّل دولي لجيش الاحتلال، فقد وافقت على مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 17 مليار دولار في نيسان الماضي.
بدوره دعا المدير التنفيذي الوطني لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية نهاد عوض، بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن والكونغرس الأمريكي إلى “إظهار ذرة من الإنسانية وتغيير المسار”.
وبينما تعمّدت وسائل الإعلام الرئيسة مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست إخفاء الأخبار المتعلقة بالمجزرة، أدان الإعلامي البريطاني مهدي حسن صمت إدارة بايدن والمؤسسات السياسية والإعلامية الأمريكية، مؤكداً أن عدم وجود ردّ فعل من المؤسسات السياسية والإعلامية الأمريكية على مشاهد المذبحة الهائلة، وجثث اللاجئين المحروقة، والأطفال المقطوعي الرؤوس الذين تم إخراجهم من رفح الليلة الماضية، ليس سوى تطبيع وتغاضٍ عن الإبادة الجماعية.
من جهتها، قالت فرانشيسكا ألبانيز، المقرّرة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة: إن “وحشية إسرائيل الأخيرة، إلى جانب التحدّي الصارخ للقانون والنظام الدوليين، أمر غير مقبول”، كما أكدت أن قصف “إسرائيل” مخيم النازحين في رفح “تحدٍّ صارخ للقانون والنظام الدوليين”، ودعت إلى فرض عقوبات على “إسرائيل” لإنهاء الإبادة الجماعية.
وفي منشور لها عبر منصة “إكس”، قالت ألبانيز: إن “الإبادة الجماعية في غزة لن تنتهي بسهولة دون ضغوط خارجية”، مضيفة: “يجب على “إسرائيل” أن تواجه العقوبات والعدالة وتعليق الاتفاقيات والتجارة والشراكة والاستثمارات، فضلاً عن تعليق مشاركتها في المنتديات الدولية”.
وفي بيان لمنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام، قالت المنظمة: إنها “لن تنسى أبداً الصور المروّعة التي أتت من رفح الليلة، لقد تم حرق الناس أحياء، بما في ذلك الأطفال الرضع، يجب أن تنتهي هذه الإبادة الجماعية، يجب أن تنتهي الآن”.
وأضافت المنظمة: “لقد سهّلت الإدارة الأمريكية هذه الإبادة الجماعية من خلال إرسال الأسلحة والتمويل المستمر إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحمّلت الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية عن استشهاد أكثر من 36.000 فلسطيني، وعن حصار وتجويع الفلسطينيين في غزة، وعن الدمار الشامل للبنية التحتية والأراضي، كما طالبت بإنهاء كل التمويل الأمريكي إلى الجيش الإسرائيلي الآن، وأصحاب الضمائر الحية في كل أنحاء العالم لوضع حدّ للإبادة الجماعية.
الدراسات