دراساتصحيفة البعث

جندي إسرائيلي يمارس ساديّته بقتل مواطن فلسطيني!

سمر سامي السمارة 

قام جندي من كتيبة نيتساح يهودا الإسرائيلية بالتفاخر بالطريقة التي قتلت فيها كتيبته أمريكياً فلسطينياً يبلغ من العمر 78 عاماً، معتدّاً بآرائه المتعلقة بالإبادة الجماعية. ومع ذلك، تراجعت إدارة جو بايدن بعد إعلانها عن خطط لفرض عقوبات على خمس وحدات من جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت انتهاكات وحشية لحقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة، وزعمت وزارة الخارجية الأمريكية أن “أربعاً من هذه الوحدات قامت بمعالجة هذه الانتهاكات بشكل فعّال”، مشيرة إلى أن هذا ما تتوقّعه من شركائها.

وكان واضحاً أن الوحدة “الخامسة” التي قصدتها الخارجية الأمريكية هي كتيبة “نيتساح يهودا”، وهي وحدة مكوّنة بشكل رئيسي من رجال الحريديم، و”شباب لديهم آراء يمينية متطرّفة”، وتعمل في الأغلب في منطقة رام الله بالضفة الغربية.

تُتّهم هذه الكتيبة بارتكاب جرائم واسعة النطاق، بما في ذلك الاعتداء الجنسي، والقتل والتعذيب والإيذاء الجسدي، وغير ذلك من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وطالما كانت هذه الكتيبة محور العديد من الخلافات المرتبطة بالتطرّف اليميني والعنف ضد الفلسطينيين، إلا أنها باتت تتصدّر المشهد بعد حديث عن عقوبات أميركية مرتقبة بحقها بموجب قانون ليهي، الذي يحظر إرسال مساعداتٍ عسكرية إلى وحدات أمنية أجنبية يتبين أنها انتهكت حقوق الإنسان.

دخلت كتيبة “نتساح يهودا” دائرة الضوء بعد احتجاز جنودها مواطناً فلسطينياً أمريكياً يُدعى عمر أسعد في كانون الثاني 2022 بالقرب من منزله في رام الله، حيث قاموا بتكبيله وتكميم فمه، وتركه على الأرض في ظروف قاسية، حتى وفاته، ومع ذلك رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلية توجيه الاتهام للجنود بقتله.

وجد التقرير الصادر عن منظمة حقوق الإنسان “الديمقراطية الآن” أنه تم ترقية قائد الكتيبة المقدّم ماتي شيفاح الذي يشرف على  تشكيل نتساح، إلى نائب قائد لواء كفير، وعلى الرغم من سجل الانتهاكات الموثق لـ”نيتساح يهودا”، فقد أوقفت إدارة بايدن خططها لفرض عقوبات على الكتيبة، وخلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الخارجية في 29 نيسان، ضغط الصحفيون على المتحدث باسم الوزارة فيدانت باتيل، لتوضيح سبب تردّد الإدارة.

وفي حين تدّعي وزارة الخارجية أنها “لا تزال تقرّر” ما إذا كانت ستفرض عقوباتٍ على نيتساح يهودا، حصل موقع “غري زون” على شهادة من أحد المحاربين القدامى في الوحدة وهو يتفاخر بقتل الأسعد والاستمتاع بتعذيب الفلسطينيين، مضيفاً: “نعم، أنا أستمتع بذلك لأنهم أعداؤنا”.

ووفقاً لرواية الجندي، قامت الوحدة بمعاملة رجل فلسطيني أمريكي مسنّ بوحشية وسادية كعقاب له على تدخله المزعوم في مداهمة كانت تقوم بها في ذلك الوقت.

وعلى غرار الكثيرين ممّن يخدمون في لواء كفير الإسرائيلي، بدا الجندي وكأنه “جندي وحيد”، أو أجنبي هاجر إلى فلسطين بمفرده وتطوّع للخدمة العسكرية لأسباب أيديولوجية أو دينية، ومثل كثيرين ممن انجذبوا إلى المجتمع الإسرائيلي من الخارج، تبنّى الجندي وجهات نظر عنصرية صارخة.

وفقاً للرواية المؤكدة عن مقتل عمر الأسعد، قام جنود من كتيبة نيتساح يهودا الإسرائيلية بإجبار المواطن الفلسطيني الأمريكي على النزول من سيارته عند نقطة تفتيش في جلجلية، التي تقع على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرق رام الله، في وقت مبكر من يوم بارد ورطب، حيث أخذوا الأسعد إلى موقع بناء على بعد 100 متر من الحاجز، ثم تركوه هناك مقيداً ومكمّماً ومعصوب العينين ومعرّضاً للبرد القارس، وبعد ساعة، تم العثور عليه ميتاً على الأرض، حيث تم نقله إلى طبيب محلي، أعلن وفاته بسبب نوبة قلبية.

وتؤكد شهادة الجندي هذه الرواية للأحداث، لكنها تشير إلى أن وحدته تركت الرجل المسن في البرد مدة تزيد على ساعة واحدة، وفعلت ذلك على سبيل “المزاح”.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان يستمتع بقتل أعدائه المفترضين، قال الجندي “نعم، بالطريقة نفسها التي كان الأمريكيون يستمتعون بها بقتل الجنود اليابانيين، وكانوا يلتقطون لهم صوراً، كما تعلمون، وهم يقومون بتشويه أجسادهم. نعم، أنا أستمتع بذلك لأنهم أعداؤنا، وأعتقد أنه حتى تنتهي الحرب، فهي حرب شاملة، وعلينا أن نفعل كل ما هو ضروري لتحقيق النصر، وبمجرد هزيمتهم بالكامل، يمكننا أن نبدأ في النظر إلى الطريقة الإنسانية”.