في اجتماع المجلس المركزي.. انتخابات مبكرة للأندية وكرة القدم تحت المجهر
ناصر النجار
الشق المهمّ الذي يمكن تسليط الضوء عليه في اجتماع المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام، الذي عقد بالأمس، هو ما يخصّ كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى التي أخذت أكثر من حقها بالدعم والاهتمام، ولكنها افتقدت الكثير من الضوابط، فسارت الأندية بإدارة كرة القدم على هواها دون رقيب أو حسيب.
اللافت أن المجلس قرّر منع الأندية من التعاقد مع أي لاعب أجنبي لعدم الحاجة إليه أولاً، ولأن كل اللاعبين الذين تم التعاقد معهم في الموسمين الماضيين كانوا عالة على الدوري وعلى الأندية، وأنديتنا مع الأسف الشديد صارت ملفاتها كثيرة عند الفيفا نتيجة الخلافات مع أغلب اللاعبين المحترفين، وبات عليها دفع أموال طائلة وبالعملة الصعبة لإرضاء الفيفا وأشباه المحترفين.
هذا القرار مهمّ جداً لأنه أوقف نزيف المال الذي كان يصرف على غير وجه حق على هؤلاء دون حسيب أو رقيب، بل إن الشبهات طالت العديد من الإدارات التي تعاقدت مع لاعبين غير مؤهلين دون معرفة مستواهم ومدى جدواهم في الفريق، ونحن نعلم مسبقاً أن أي نادٍ في العالم يُخضع أي لاعب يودّ التعاقد معه لاختبارات فنية وبدنية وطبية قبل التعاقد معه، إلا أنديتنا فإنها تتعاقد مع لاعبين مجهولي الهوية وتتكبّد جراء ذلك الأموال الطائلة. والإيجابية الكبيرة في هذا القرار أنه قطع الطريق أمام سماسرة اللاعبين الذين هم داخل الأندية ومن خارجها، وهذا سيوفر على الأندية الكثير من المال المهدور، وبالمقابل فإننا نتمنى أن تطبق شروط التعاقد الدولية مع اللاعب المحلي أيضاً، لأن المصيبة لم تكن في اللاعب المحترف الأجنبي وحده بل كانت في اللاعب المحلي أيضاً، حيث أبرمت الأندية العقود الباهظة مع لاعبين منتهي الصلاحية وبعضهم لديه إصابة مزمنة، ونسأل هنا: ألم يمر هؤلاء على الكشف الفني والبدني والطبي أم تمّ التوقيع معهم على الثقة؟
هذا القرار مهمّ، وهو واحد من قرارات منتظرة نأمل أن تصدر قريباً ليتم وضع ضوابط للأندية بتعاملها مع كرة القدم، بعد أن تبيّن أن أنديتنا غير قادرة على ضبط كرتها، سواء بالعقود أو بالانضباط الذي فرط عقده، وكما نلاحظ في الكثير من العقوبات الانضباطية والغرامات المالية التي تعرّضت لها الأندية أن مسبّبيها كانوا من إدارات الأندية بالذات.
على العموم القرار الإيجابي الآخر هو تقديم موعد انتخابات الأندية لتصبح في الأول من تموز لتواكب الإدارات الجديدة الموسم الرياضي القادم من أوله، ونأمل أن يتمّ انتخاب إدارات جديدة قادرة على قيادة الأندية بفكر رياضي محترف متسلح بالعلم والنضوج.