تحقيقاتصحيفة البعث

لشعورهم بالظلم .. عدد من أساتذة الجامعات يطالبون بتنظيم نقابي خاص بهم!

غسان فطوم

ليست كل أحوال النقابات والمنظمات والاتحادات بخير، فدائماً هناك شكوى من كثرة الحسميات وقلة التعويضات، سواء ما يتعلق بطبيعة العمل أو بالرواتب التقاعدية والتأمين أو الضمان الصحي أثناء الخدمة وبعدها، وغير ذلك من أمور أخرى ستبقى مسار نقاش وأخذ ورد حتى يستوي العمل بالطريقة التي ترضي أعضاء كل نقابة أو اتحاد.

على سبيل المثال لا الحصر، عدد من أساتذة الجامعة يرون أن هناك معاناة وظلم يلحق بهم جراء تبعيتهم لنقابة المعلمين، ولأجل ذلك اقترحوا إيجاد تنظيم نقابي خاص بهم، مشيرين إلى عدة أسباب تبرر هذا المطلب حسب قولهم، كالتي تتعلق بهضم حقوق أعضاء الهيئة التدريسية في السكن والتعويضات التقاعدية، وعدم الرد على مطلب تعديل القوانين والأنظمة الجامعية وتحديثها بما يحقق مصالح أعضاء الهيئة التعليمية، وما يتعلق أيضاً بضعف التمثيل في المكاتب التنفيذية والمجالس، وغيرها من أمور تستدعي إحداث النقابة الخاصة، فما هي؟.

هذا الموضوع أثير بالأمس ضمن “منبر السلطة الرابعة” وهو مجموعة مغلقة تضم عدداً كبيراً من الإعلاميين والمعنيين في السلطة التنفيذية، وأساتذة من مختلف الجامعات السورية الحكومية والخاصة، ومدراء عامين لكبرى المؤسسات والمنشآت العامة على اختلاف مسمياتها ومهامها.

آراء متعددة

الدكتور إبراهيم تركماني “جامعة البعث” الذي بادر لطرح الموضوع للنقاش، يرى أن هناك معاناة حقيقية لأساتذة الجامعة مع نقابة المعلمين نظراً لوجود إجحاف بحقوقهم مقارنة بالجهد الذي يبذلونه، وتمنى تركماني أن يكون لدى أساتذة الجامعة تنظيماً نقابياً قوياً ومدافعاً حقيقياً عن حقوقهم كالاتحاد الوطني لطلبة سورية الذي برأيه يشكل مثالاً للعمل النقابي والاتحادي.

حجر أساس

وبرأي الدكتور إبراهيم حاتم “جامعة حلب” أن إحداث نقابة خاصة بأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات يعتبر خطوة من شأنها أن تكون حجر أساس لإعادة الأمور إلى السياق الطبيعي، سواء بالمقارنة بدول العالم كافة، أو حتى بما كان عليه عضو الهيئة التدريسية في بلدنا فيما مضى.

وتمنت الدكتور غيداء سلمان “جامعة حماة” إعادة النظر في الدور الذي يجب أن تقوم به النقابة وتفعيله بالشكل الذي يساهم في دعم عضو الهيئة التدريسية، مضيفة: إن  كل ما يشعر به عضو الهيئة التدريسية هو أن عليه اشتراكات يجب دفعها دون فائدة ترتجى مع الأسف!.

عدة مرات ولكن!

وأبدت الدكتورة معينة إبراهيم تأييدها بفصل نقابة معلمي الجامعة عن نقابة معلمي وزارة التربية، مشيرة إلى أن هذا الموضوع  تم طرحه عدة مرات وكان الجواب “إن النقابيين في الجامعات عددهم قليل مقارنة بالنقابيين في وزارة التربية والمدارس التابعة لها” بمعنى أنه ليس من مصلحة نقابيي الجامعة فصلهم عن نقابيي وزارة التربية لأن الموارد والخدمات ستكون  قليلة.

لكن –برأي إبراهيم – أن هذا الكلام غير دقيق لأنه “طالما عدد نقابيي الجامعة قليل فطلباتهم والخدمات المقدمة أيضاً ستكون قليلة، بالإضافة إلى أن عضو الهيئة التدريسية في الجامعات يختلف في المهام والواجبات والحقوق، عن معلم المدرسة، لذلك من اللازم فصل النقابة إلى نقابتين”.

ولم يخرج رأي الدكتور عدنان أحمد “جامعة تشرين” عن الرأي السابق، مؤكداً أهمية وأفضلية أن يكون لأساتذة الجامعات نقابة خاصة بهم، تدير شؤونهم وحدهم.

التغني بالإنجازات

من وجهة نظر الدكتور فؤاد الخضر “جامعة البعث” أن أي نقابة لا تقدم لمنتسبيها ما يسر القلب والخاطر، حيث تكتفي بالمطالبة بدفع الاشتراكات والرسوم وتتغنى بإنجازات زيادة الراتب التقاعدي الذي لا يشتري “وجبة شاورما حالياً فما بلكم عندما نبلغ من العمر عتيا” بحسب قوله، متسائلاً: ما هي الفائدة المرجوة من زيادة عدد النقابات، هل لفتح باباً جديداً لدفع الرسوم من دون أي مقابل؟، ضارباً مثال (نقابة الأطباء مثلاً تجني رسوماً من منح ورقة حسن سلوك للأطباء الراغبين بالسفر خارج القطر بدلاً من محاولة ترغيبهم للبقاء بالبلد!).

ما هو الحل؟

ويرى الدكتور حيدرة أصلان أن الحل يكون في إيجاد آلية جديدة ولوائح داخلية وإيرادات وميزات، مشيراً إلى أن أغلب عمل النقابات وخدماتها مجرد مكاتب وهياكل “لا تغني ولا تسمن من جوع”.

الدكتور رامي أمون أيّد وجهة نظر الدكتور أصلان، مبدياً أسفه على حال المؤتمرات النقابية السنوية والاجتماعات الدورية المركزية والفرعية التي غالباً ما تكون  مفرغة من أي مضمون حقيقي، حيث تتكرر فيها  نفس المطالب وغالباً ما يقتصر الحضور على نفس الأشخاص!.

إن أكثر ما يُعجّل بضرورة إحداث نقابة خاصة بأساتذة الجامعة برأي الدكتور جابر ديبة هو أن هموم أساتذة الجامعات لا تأتي في أولويات نقابة المعلمين بوضعها الحالي وعليه يجب أن تمثل الجامعات بهيئة مستقلة تعنى بحقوقهم وواجباتهم أثناء الخدمة وفي التقاعد.

ماذا ينتظر الجميع ؟

عهد الكنج النقيب السابق لمعلمي دمشق أبدى احترامه للآراء السابقة، وبرأيه أن  الدور يؤخذ ولا يعطى وأن النقابة تستطيع فعل ما تريد لأن القوانين أنصفتها، ولكن العبرة بالخبرة والإرادة واتخاذ القرار، مؤكداً أن الأمل بالعمل وليس بالتمني وأن النقابة قوية وتحتاج لإرادة ولأفكار قابلة للتطبيق.

دون تنفيذ!

نأمل أن تصل الآراء والمقترحات السابقة للمعنيين وخاصة في نقابة المعلمين، فنعتقد أن فيها وجهات نظر محقة قابلة للمناقشة وللتطبيق، علماً أن المطالبة بنقابة خاصة بأساتذة الجامعة غالباً ما يكون من أولويات المداخلات والمقترحات في المؤتمرات النقابية السنوية لكنه لا زال دون تنفيذ، فما هو السبب؟، سؤال برسم المعنيين!.