نصوص وجدانية وقصص فلسفية بأمسية أدبية
حمص ـ سمر محفوض
استمتع جمهور فرع حمص لاتحاد الكتاب بالأمسية الأدبية الأسبوعية التي أقامها بمقره بعد الانتهاء من عمليات ترميمه وإعادة افتتاحه.
وجمعت الأمسية جمهور الشعر والقصة القصيرة والقصة المترجمة، وكانت البداية مع المترجم والقاص حسين سنبلي، إذ قرأ قصة مترجمة للكاتب “مارك توين” بعنوان “خرافة” ذات مضمون فلسفي تقاطع مع كتاب “كليلة ودمنة” من حيث أنها تروى على لسان الحيوانات، واستحوذت الشاعرة ريم البياتي انتباه الجمهور بقصيدة وطنية عنوانها “البئر”، كما قدمت مقطعاً من قصيدة وجدانية بعنوان “نبض المرايا”، ليقدم بعدها القاص والروائي عيسى إسماعيل قصة بعنوان “الأفعى ومادو وأنا” وتحكي قصة شاب يغادر قريته البعيدة إلى المدينة بهدف الدراسة والعمل، ويستمر بزيارة والدته في العطل والأعياد، وعندما ترحل الأم ينقطع عن القرية ليعود إليها بعد عام من الغياب، فيجد أن البيت المهجور قد غادرته الحياة فلا سنونو يبني عشه في الزوايا، ولا عصافير تزقزق ولا ورود ملونة بحديقة المنزل تنقر زهوها مرحبة بالضيوف وعريشة البيت ذابلة، ومن ثم ينتبه إلى زحف أفعى تختفي بالمنزل في إشارة إلى الخراب والفقد، فيسرع الجيران لمساعدته بقتل هذه الأفعى والتخلص منها، ويختتم قصته بشعوره بروح الأم التي تسكن البيت وترفرف في جنباته، وعودة “مادو” كلب الأم الوفي لحراسة المنزل، على الرغم من أن الشيخوخة نالت منه وثقلت حركته، في إشارة إلى الإخلاص والوفاء وعدم النكران.
وشاركت الشاعرة فتون الحسن بنصين، الأول شعري والثاني نص عاطفي وجداني، كما شارك القاص والروائي وجيه الحسن بقصتين الأولى بعنوان “امرأة رجراجة زلقة” تتناول جانباً من حياة سيدة لعوب تجردت من كل المشاعر بما فيها الأمومة لتلقي رضيعتها قرب حاوية نفايات، فيسبحه كلب إلى باب مشفى قريب، ما يلفت انتباه أحد العاملين، وينقذ الطفلة، ولم يشر الكاتب إلى رسالة النص أو الهدف من رمي الطفلة أو حتى دوافع الأم لهذه الفعلة الشنيعة.
وفي قصته الثانية “امرأة أخرى” تحدث عن قلق الانتظار والترقب واللاجدوى من انتظار المجهول، فالأقدار وجهات نظر وألعاب أخرى، حيث انتظر مجيء سيدة ما بصبر مربك، وبعد أن قطع الأمل من حضورها، يُقرع الباب ويفاجأ بوجود امرأة أخرى.