دراساتصحيفة البعث

كلمة الرئيس الأسد خريطة طريق ومنهج عمل للنهوض بالمستقبل

دمشق – ليندا تلي

استأثرت كلمة الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي بشار الأسد في اجتماع اللجنة المركزية، باهتمام كبير لما تضمّنته من رؤى وخطط وبرامج عمل للمرحلة المقبلة بهدف مواجهة التحدّيات، وخاصة ما يتعلق منها بالاقتصاد وإصلاح منظومة العمل في الحزب والدولة، في ظل غياب الرؤى الاقتصادية للجهات التنفيذية، وتقديم الحلول الممكنة.

الخبير والمحلل السياسي الدكتور غالب صالح أكّد أن كلمة الرفيق الأسد تصلح نهجاً وخطة عمل شاملة لمستقبل البلاد في مواجهة التحدّيات لتجاوز الصعوبات وبناء وتطوير المؤسسات، ومنها مؤسسة الحزب، وبناء الإنسان بناء فكرياً وعقائدياً ووطنياً منتجاً، حيث وضع سيادته اللجنة والقيادة المركزية ولجنة الرقابة الحزبية أمام مسؤوليات ومهام جسام تطلّبتها الظروف التي نمرّ بها وطبيعة المعركة المركّبة التي نواجهها، إذ إن وضوح الرؤية خلق حالة من الارتياح العام في الشارع لجهة توفر الإرادة السياسية بحتمية التغيير الشامل وإصلاح منظومة العمل في الحزب والدولة أي حركة تصحيحية جديدة.

وربط الرفيق الأسد -وفق صالح- بموضوعية أهمية التوقّف والتفكير مليّاً عند استخدام المصطلحات، ولفت الانتباه إلى طبيعة المعركة التي نواجهها والتسويق المتعمّد من الأعداء والمتأثّرين بالدعاية الغربية أن الفكر الأيديولوجي أو الأحزاب العقائدية أصبحت من الماضي بهدف ضرب الأحزاب العقائدية والتيارات الوطنية التي ارتبط تاريخها بتاريخ البلاد كأحد الأهداف التي وضعها العدو لاستهداف الوطن من خلال استهداف الحزب الذي تحمّل مسؤولياته الوطنية والقومية منذ ولادته في محاولات مستميتة لإسقاط الفكر العقائدي المقاوم والمناهض للسياسات الاستعمارية الهدامة.

وبيّن صالح أن الرئيس الأسد وضّح مفهوم الليبرالية الحديثة وقدّم مقاربة موفّقة، كما تطرّق إلى التطرّف الديني والنازية الجديدة وسواها التي تحمل في طياتها العقيدة، لا بل قائمة على فكر عقائدي هدّام، وتشكّل محاولات الغزو الثقافي وأدواته خاصة بعد ثورة الاتصالات ووجود الشركات المتعدّدة الجنسيات ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وسواها جزءاً من الحرب التي تستهدف ثقافتنا وقيمنا وتاريخنا وحاضرنا، ومنها فكرنا العقائدي المستولد من وحي انتمائنا وثقافتنا الذي يشكّل هويتنا وأحد أبرز عوامل قوّتنا، واليوم حاجتنا إلى التمسّك بعقيدة الحزب أكثر من أي وقت مضى لما يحمل في جوهر فكره من حضارة وتاريخ وثقافة أمّة، وتحمّل مسؤولية الدفاع عن قضاياها العادلة، كما أنها بحاجة في زماننا لكل أبنائها الغيارى ومستقبلها بأيدينا نضع ملامحه وبأيدينا نبني وننهض ونقدّم الصورة التي تليق بتاريخ بلاد كانت مهد الحضارات.