أخبارصحيفة البعث

دول صغيرة لا تدرك “حجم كارثة” تهديد موسكو

تقرير إخباري   

يدفع الغرب الاستعماري بقيادة واشنطن العالم باتجاه حرب عالمية، لن يكون للأسلحة التقليدية دورٌ كبير فيها، وقد نستيقظ على يومٍ تُمسح فيه عواصم دول كبرى، وحتى دولٌ ذات مساحةٍ صغيرة ولكن ذات كثافة سكانية عالية، عن الخريطة، وهو ما ألمح إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيراً، ردّاً على السُّعار الغربي المتعلق بالتدخل المباشر بالحرب إلى جانب النظام الأوكراني عبر الدفع بقواتٍ عسكرية من دول حلف شمال الأطلسي “ناتو”، أو من خلال السماح لنظام كييف باستهداف الأراضي الروسية بالسلاح المقدّم له من دول الحلف، حيث لا يرى في هذا التصعيد الغربي المستمر ضد بلاده سوى الوصول إلى عواقب خطيرة خصّ بها الدول الأوروبية الصغيرة وذات كثافة سكانية عالية.

ولكي نعلم حقيقة سياسة الغرب في اللعب على “حافة الهاوية”، يجب علينا النظر بشكل مباشر إلى ميدان المعركة، التي تبيّن أن قوات النظام الأوكراني والقوات الأجنبية المساندة لها تحت ستار “المرتزقة”، تخسر فيها ولا تستطيع الصمود أمام تقدّم الجيش الروسي في مناطق العملية الخاصة، التي قد تتوسّع لتشمل مدناً أخرى بما فيها العاصمة الأوكرانية في حال تصميم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الفاقد شرعيته مع انتهاء ولايته الرئاسية ورفضه إجراء انتخابات رئاسية، على عنجهيته وتعويله على واشنطن وحلفائها لمساعدته على الإخلال بمطالب موسكو المحقة.
وهنا تكتمل لدينا الصورة وتصبح أوضح، فالغرب قام بكل ما يمكن له أن يفعله من أجل أن تخسر روسيا الحرب بما فيها الإشراف على العمليات الإرهابية التي نفّذتها المخابرات الأوكرانية والتي استهدفت جزيرة القرم ومدناً روسية أخرى، ورغم ذلك فإن قادة الغرب السياسيين والعسكريين يعترفون علناً أنهم لا يستطيعون فعل شيء أمام تقدم الروس.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية وتراجع شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن، تتخوّف الأوساط الأوروبية من احتمال وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى المكتب البيضوي، ولا سيما أن ترامب يجاهر بأنه سيعمل على إيقاف الحرب، ووقف تمويل واشنطن لكييف، بل هدّد بالانسحاب من الناتو في حال لم ترفع الدول الأخرى من تمويلها لميزانية الحلف، فهي برأيه تحتاج إلى حماية واشنطن، وبالتالي عليها أن تدفع أثمان تلك الحماية، وعند هذه النقطة، يرفع بايدن الخائف من خسارة الانتخابات وكذلك الأوروبيون الخائفون من وصول ترامب، درجة الضغوط على موسكو من خلال التهديد بالتدخل المباشر والعلني في الحرب، الأمر الذي قد يمنح بايدن الحجة للاحتفاظ برئاسة البيت الأبيض، فاقداً للشرعية كما فعل ربيبه الأوكراني، على اعتبار أن الحرب قائمة ولا يمكن إجراء انتخابات أمريكية.
في المقابل تواجه موسكو هذه الضغوط والتصريحات النارية بهدوء وتحرّكات استراتيجية أيضاً، كان آخرها إجراء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية في منطقتها العسكرية الجنوبية قرب أوكرانيا، ردّاً على التهديدات الغربية ولضمان سلامة أراضي الدولة الروسية وسيادتها، بالإضافة إلى التهديد باستهداف كل من يهاجم قواتها سواء من داخل أوكرانيا أم من خارجها.

إبراهيم ياسين مرهج