“دوحة الشعر” يكرم الفائزين بمسابقة الشعر العمودي
حمص- آصف إبراهيم
بمشاركة عدد كبير من الشعراء والمهتمّين، أقام المركز الثقافي العربي بحمص بالتعاون مع ملتقى “دوحة الأميمة للشعر” أصبوحة شعرية، ظهر أمس، في قاعة الدكتور سامي الدروبي، كرم خلالها الشعراء الفائزين بمسابقة الدوحة للشعر العمودي التي شارك فيها نحو ثمانين شاعراً، وتألفت لجنة التحكيم من الشعراء عبد الكريم اللامي المشرف العام على الملتقى والشاعر عامر الأحمد الذي أكد في كلمة للجنة التحكيم أن التحكيم استند في تقييم النصوص على نقاط عدة، منها الحداثة وعدم التكرار والابتكار والتركيز على اللغة العصرية السليمة البعيدة عن اللغة المهجورة، كما رُكز على الموسيقا والتناغم بين المفردات، والصورة الفنية المبتكرة والوزن.
وفاز بالمركز الأول الشاعر الدكتور أسد الخضر عن قصيدة “مرآة الطين العجوز” التي نالت العلامة الكاملة بإجماع لجنة التحكيم، في حين حصلت على المركز الثاني قصيدة “آخر الأحلام” للشاعر أمير حجازي، ويشكو فيها خيباته وروحه المتكسرة، يقول:
لم يبق شيء عنده كي يخسره لا تعذلوه فروحه مكسرة
أمضى الحياة يراقب الأحلام وهي على مسافة حنينه، مستعره
فلتعذروه إذا تناهى ساكتاً ليست تلام على السكوت المقبرة
في حين ذهب المركز الثالث مناصفة للشاعرين مؤيد العلي عن قصيدة “طريق العصيان” وفيها يقول:
لي في المعاصي طريق ليس يسلكها إلا تقي على درب الهدى سلك
فما تناهى لسمعي ذكر معصية إلا طرت إليها باسما ضحك
ورب فاتنة باللحظ فاتكة أضنت فؤادي وقد ألقت له الشبك
والشاعر إبراهيم هاشم عن قصيدة “تعاليم الجبال” التي يتغنى فيها بربوع الشام ومعالم وطننا السوري العريق، يقول:
ظلي على مدى العصور أمامي ظلي خواطر زنبق وخزام
يا شام يا من تنثرين بوعينا عطر الزمان وعنبر الأيام
يا لوحة تمضي الدهور ولم تزل فيها تجول براعة الرسام
وكانت الشاعرة مثيرة حسين رئيسة الملتقى استهلت الظهرية بقصيدة تحمل عنوان “وعد” تقول في مطلعها
على وعد يراودني فهلّ جبرت بخاطر الإصباح هلّ
تماد الليل فاضطربت أغان نأت عن ضوعها فصلا ففصل
ثم ألقى الشاعر علي العلي الفائز بجائزة أفضل نص أسبوعي قصيدة بعنوان “ضلال”، وبعده استمعنا إلى باقة من القصائد المنوه بها في المسابقة منها قصيدة بعنوان “زهرة الشمس” للشاعرة فاتن حيدر، وقصيدة “على مذبح الهجر” للشاعر أحمد حناوي، وهي قصيدة يلتقي فيها تناصاً وإيقاعاً مع قصيدة الشاعر العراقي حسن مرواني بعنوان “أنا وليلى”، يقول
زيدي الحنين وهاتي خمرة هاتي طابت على الفرقة الحمراء كاسات
بعض الحكايات لم تنبض بدايتها حتى ابتلينا بآلام النهايات
ومن القصائد الفائزة بسجال الملتقى الأسبوعي استمعنا إلى قصيدة للدكتور باسل الشيخ ياسين بعنوان “الغاوون”، وقصيدة “تحليق” للشاعرة ماجدة أبو شاهين، وقصيدة “اعتراف” لعلام صبح، وقصيدة “اللازمن” للشاعر محمد عزام.
واختتمت الظهرية بقصيدة للشاعرة جدعة أبو فخر بعنوان “رحلة الشعر”.
يُذكر أن ملتقى “الدوحة” أسسته قبل خمس سنوات أميمة اسبر، ويضم حالياً نحو ألفي شاعر وشاعرة جلهم من سورية، ويهدف إلى بناء قاعدة للأدب والارتقاء بالشعر الذي أخذ يتضاءل في الآونة الأخيرة، من خلال إعادة إحياء القصيدة العمودية حصراً لكونها أصل الشعر العربي ووثيقته الفعلية.
كما أصدر الملتقى ديوانه الأول بإشراف الشاعر عبد الكريم اللامي، ويضم سبعاً وسبعين قصيدة عمودية لشعراء سوريين مهمين، ليتمّ لاحقاً إصدار دواوين أخرى توثق تلك الأشعار للأجيال القادمة.