80 % من حالات نقص السمع تتطلب تدخلاً مبكراً
دمشق- حياة عيسى
أكد معاون وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية في حديث لـ”البعث” أن هناك 1 إلى 5 من أصل كل 1000 طفل يولد سنوياً، معرّضون للإصابة بنقص السمع الولادي، ونحو 80% من حالات نقص السمع الولادي تندرج ضمن نقص السمع الشديد إلى عميق، كما تشير الإحصاءات إلى أن 95% من أطفال نقص السمع يولدون لأبوين ذوي سمع وكلام طبيعي، وبالتالي فإن الهدف الأكثر قبولاً لبرامج التأهيل السمعي هو تطور لغة وكلام طبيعيين للطفل، مبيناً أن عدد الأطفال الذين أجري لهم مسح سمعي منذ انطلاق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة حتى نهاية شهر نيسان الماضي 17979، وعدد الإحالات إلى مراكز الاستقصاء 250، وعدد الأطفال الذين أحيلوا إلى مراكز التدخل والتأهيل 19 إضافة إلى أن عدد الأطفال الذين تمّ تركيب معينات سمعية لهم 13 (كل طفل سماعتان) و3 قيد التركيب، وعدد الأطفال المرشحين لزرع الحلزون 3، وذلك من خلال ٩٦ مركزاً للمسح و ٧ مراكز استقصاء موزعة على مساحة القطر.
وتابع ضميرية أن البرنامج يتضمن مرحلتين، مرحلة الكشف والاستقصاء، ومرحلة التدخل والتأهيل، ولكلّ مرحلة بروتوكول خاص علمي معتمد على أفضل البروتوكولات العالمية، مراكز، وأجهزة خاصة، إضافة إلى الكادر الطبي والصحي في كافة المراحل المدرّب بشكل كامل، مع الإشارة إلى أن هدف البرنامج يتمثل بإجراء المسح السمعي لجميع الولدان على كافة أراضي الجمهورية العربية السورية.
أما بالنسبة لطريقة الدخول بالبرنامج، فقد بيّن ضميرية أنه يجب أن يتمّ اجراء اختبار المسح السمعي قبل عمر الشهر، وفي حال وجد نقص سمع يتمّ إحالة الطفل إلى عيادة الاستقصاء والتشخيص، ويجب أن تتمّ الزيارة قبل عمر 3 أشهر، وفي حال تمّ تأكيد نقص السمع يُحال الطفل إلى التدخل بعمر 6 أشهر، مع تأكيده أن هذا التسلسل الزمني هو الذي يضمن الحصول على كامل خدمات البرنامج المجانية.
وبالحديث عن عوامل الخطورة لنقص السمع، بيّن معاون الوزير أنها تتمثل بمجموعة من العوامل، منها وجود قصة عائلية لنقص السمع، أو قرابة بين الوالدين (زواج الأقارب)، نقص أكسجة ولادية- زرقة، دخول الوليد إلى العناية المشدّدة والحاجة إلى تهوية آلية (منفسة)، الولادة المبكرة (الخداج)، أو وزن الولادة أقل من 1500غ، يرقان ولادي شديد وارتفاع البيليروبين أكثر من 18 مغ/د/ أو انحلال دم الوليد نتيجة تنافر الزمر الدموية، إصابة الطفل ببعض الإنتانات مثل التهاب السحايا الجرثومي، تشوهات وجهية قحفية (تشوهات في شكل الرأس- تشوهات صيوان الأذن)، رضوض الرأس (كسور قاعدة القحف أو كسور العظم الصدغي)، متلازمات يعرف بترافقها مع نقص سمع مثل: متلازمة واردنبرغ، متلازمة آشر، متلازمة ألبورت، متلازمة داون، إضافة إلى الإصابة ببعض الأمراض (الكلوية، الغدية، العينية، الاستقلابية التي تترافق بنقص السمع)، وإصابة الأم بأمراض أثناء الحمل: مثل الحصبة الألمانية، الحلأ، داء المقوسات، الفيروس المضخم للخلايا، السفلس، الداء السكري عند الحامل، قصور غدة درقية لدى الطفل، استعمال الأم لأدوية سامة للأذن Ototoxic drugs أثناء الحمل (الأمينوغليكوزيدات مثل: الجنتامايسين- توبرامايسين، مدرات العروة…) أو المعالجة بأدوية سامة للأذن عند الطفل، المعالجة الكيماوية للأورام، الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية، تأخر التطور الروحي الحركي، والترفع الحروري الشديد.
وشدّد الدكتور ضميرية على ضرورة الالتزام بإجراء الفحص المبكر لنقص السمع خلال الأيام الأولى من الولادة لضمان التطور الطبيعي له، والاستفادة من خدمات التدخل المبكر مجاناً -في حال الحاجة إليها- لكافة المواليد الذين يجرون اختبار المسح السمعي قبل عمر الشهر، ولاسيما أن المسح السمعي هو إجراء بسيط واختبار دقيق، والنتائج تعطي الاطمئنان للأهل حول حالة طفلهم السمعية، أو تتيح لهم المجال لتدخل مجانيّ آمن لطفلهم، إضافة إلى أن عملية زرع الحلزون آمنة إذا أُجريت بالعمر المناسب، كون نقص السمع هو السبب الأبرز لعدم تطور الكلام عند الطفل، وبالتالي يتيح الكشف والتدخل المبكر اندماجه مع المجتمع وحصوله على التعليم الملائم.