دراساتصحيفة البعث

الانتخابات الأوروبية.. خيار بين الحرب والسلام

دراسات

اقتربت الانتخابات الأوروبية من محطة الانطلاق الأخيرة خلال حزيران المقبل، بعد 4 سنوات، اختلفت فيها اتجاهات الناخبين حسبما قاله خبراء لـ”الاتحاد”، في الوقت الذي تشهد فيه الغرفة الأوروبية زيادة مقاعدها من 705 إلى 720 مقعداً بسبب التغيّرات الديموغرافية في الاتحاد الأوروبي.

ويجري انتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي بالاقتراع العام الذي يدشّن عملية اختيار رؤساء المؤسسات الأوروبية الرئيسية، ويتضمّن البرلمان والمفوّضية والمجلس، وتجري الانتخابات كل خمس سنوات، على مدى أربعة أيام في أكبر عملية تصويت عابر للحدود في العالم، يشارك فيها أكثر من 400 مليون ناخب.

في السياق، وفي معرض التعليق على هذه الانتخابات، أعرب رئيس وزراء هنغاريا، فيكتور أوربان، عن قلقه بشأن محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي “روبرت فيكو”، وذلك خلال مقابلة على قناة باتريوتا على اليوتيوب، كما أعرب عن قلقه على سلامة نظرائه، وعن خشيته من أن يجد نفسه معزولاً في بروكسل بسبب موقفه من الحرب، مع فرض “قواعد أمنية جديدة”.

وفيما يتعلق بالحرب، انتقد أوربان تصوّر الساسة الأوروبيين الذين ينظرون إلى الأسلحة النووية في المقام الأول على أنها “أداة ردع تكتيكية” وليست شيئاً يمكن استخدامه فعلياً، مشيراً إلى أنه لم يكن أحد خلال الحرب العالمية الثانية يعتقد أن الأمريكيين سيستخدمون القنبلة النووية بالفعل.

وأضاف: إن المناقشات حول الأسلحة النووية لا تبشّر بالخير، وردّد عبارة “مهمة الناتو في أوكرانيا تجعل الشعر يقف حتى النهاية”، واصفاً المحادثات حول الأسلحة النووية التكتيكية وذخائر اليورانيوم المنضّب والحرب العالمية وإرسال قوات دفاعية خارج حدودها بأنها “مرعبة”.

وشدّد أوربان على أن مقاومة هذه الأفكار أقوى بين المجريين منها بين شعوب الدول الغربية، مضيفاً: “إننا نجد أنفسنا حالياً في منتصف عملية يمكن اعتبارها بعد عشر سنوات مقدمة للحرب العالمية الثالثة”. واتهم أوروبا بعدم المسؤولية في مواجهة تورّطها في الصراع الأوكراني، دون تقييم تكلفة ذلك قائلاً: إن أوروبا تتورّط في حرب دون حتى تقييم التكاليف والوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف العسكرية المحدّدة. واختتم فيكتور أوربان كلامه قائلاً: “لم يسبق لي أن رأيت مثل هذه اللامسؤولية في حياتي”.

وستجري الانتخابات الأوروبية وسط تخوّف المسؤولين الأوربيين من احتمال فوز التيارات اليمينية المتطرّفة في هذه الانتخابات وسطوتها على البرلمان الأوروبي، وهذا ما دفع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الإسراع في زيارة ألمانيا مؤخراً لمناقشة هذا “التهديد” والبحث عن طرق لمواجهته، حيث من المقرر أن يتوجّه ما يقرب من 450 مليون ناخب أوروبي بين يومي 6 و9 حزيران المقبل إلى مراكز الاقتراع في الدول السبع والعشرين للاتحاد الأوروبي من أجل انتخاب النواب الجدد في البرلمان الأوروبي الواقع مقرّه في مدينة ستراسبوغ الفرنسية. وتتميّز انتخابات 2024 بمنافسة شرسة بين الأحزاب الأوروبية بجميع أطيافها، اليسار واليمين والوسط، في ظل الصعود المتنامي لتيار اليمين المتطرف في معظم بلدان الاتحاد الرافض للهجرة. ويحاول ممثلو هذا التيار حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد البالغ عددها 720 مقعداً في البرلمان، لتكون لهم الكلمة العليا في تحديد أطر سياسات الاتحاد للسنوات الخمس القادمة.

وتجري انتخابات البرلمان الأوروبي كل خمس سنوات، وغالباً ما تسمّى انتخابات الاتحاد الأوروبي أو الانتخابات الأوروبية، ويقوم حينها مواطنو دول الاتحاد الأوروبي باختيار الأحزاب السياسية والنواب الذين سيشاركون ويتخذون القرارات في البرلمان.