المكاشفة والشفافية.. أبرز الغائبين عن منتخبنا الوطني الكروي الأول!
محمود جنيد
من منطلق الشفافية التي تعتبر أهم العناصر الغائبة عن رياضتنا ومنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، كان حريّاً بإدارة المنتخب إطلاع الجمهور السوري على الأسباب الحقيقية لاعتذار اللاعب عمر خريبين عن الالتحاق بمعسكر المنتخب، وعدم الاكتفاء التعتيمي بسوق مبرّر “الأسباب الخاصة” الواهي، في محاولة ساذجة للضحك على اللحى التي شابت من كثرة الحركات الصبيانية التي تلفّ واقع منتخبنا وكرتنا والقائمين عليها!.
لن نختلف على نجومية الخريبين ومكانته وأهمية وجوده ضمن صفوف منتخب الوطن، لكن اللاعب “كرّرها” و”زوّدها” كثيراً دون قرارات رادعة، عكس ما حدث مع السومة الذي استدعي أخيراً بعد أن تحوّلت قضية استبعاده لأسباب أهمها أيضاً غياب الشفافية في توضيح السبب الرئيسي السابق لردّة فعل السومة القوية إلى قضية رأي عام، والأمر نفسه بالنسبة لمحمود داهود الذي أخطأ من وجهة نظرنا بتصرفه المعروف الذي أثار الجدل بين من عارضه بشدة، ومن رأى بأن فعله، أي الداهود، جاء كردّة فعل على سياسة التعاطي والعمل الإداري المفتقرة للاحترافية والمصداقية، لكن خيار كوبر كان استبعاده من قائمة المنتخب الأخيرة مع تأكيده بأن خياراته تابعة لمبادئ وقناعات ولا تنساق خلف ردود الأفعال!
ويقول المثل العامي “من غير عادته تقلّ سعادته”، وهذا ينطبق على منتخبنا الذي لا يكاد ينتهي من قصة دراماتيكية تخلق الجدل على غرار قصة السومة والداهود الذي يعتبر صاحب أعلى قيمة سوقية من بين لاعبي المنتخب رغم انخفاضها كثيراً مؤخراً، حتى يبدأ بأخرى بعد كلّ إعلان عن القائمة المختارة.
المنتخب يخضع حالياً لمعسكر تدريبي في دبي بمن حضر من اللاعبين الذين أنهوا موسمهم بشكل مبكر للاستفادة من وجودهم قبل أيام الفيفا، والبقية سيلتحقون تباعاً خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك استعداداً لمواجهتي كوريا الديمقراطية واليابان، مع الحاجة لنقطة واحدة من مواجهة المنافس الكوري الديمقراطي للانتقال إلى الدور التالي ضمن التصفيات، إلا أن لوحة التشكيلة التي كنا نمنّي النفس فيها لم تكتمل بغياب الخريبين الذي وصم من قبل الجمهور بالتخاذل، والداهود المغضوب عليه حالياً رغم الحاجة لدوره في الربط وضبط الإيقاع والصناعة، وقد يكون موجوداً في المرحلة المقبلة الأكثر صعوبة في حال التأهل.
لكن هذه المرة فإن الغالبية، إن لم يكن الجميع، لم يعودوا راغبين بوجود الخريبين والعمل على تعويضه بلاعب من المغتربين وأصحاب الأصول السورية، لننتهي من قصصه وحركاته التي لم تعد مقبولة بعد الآن، لأن شعار المنتخب ومصلحته فوق الجميع، يجب أن نطبقه بشكل عملي دون خيار وفقوس!.