الدوري الأولمبي لكرة القدم مواهب جيدة وخامات واعدة
ناصر النجار
أسدل الستار الأسبوع الماضي على الدوري الأولمبي لكرة القدم تحت 23 سنة باللقاء الختامي الذي جرى على ملعب الجلاء في دمشق وجمع فريقي أهلي حلب والكرامة وانتهى إلى فوز الكرامة بأول دوري أولمي بركلات الترجيح 4/2 بعد التعادل 2/2.
والحقيقة أن كرة القدم عدلت بوصول هذين الفريقين إلى المحطة الأخيرة من الدوري، لأنهما يضمان أفضل مواهب الكرة السورية، وتبين بما لا يدع للشك أنهما في طابق وبقية الفرق في طابق آخر، ورغم وجود العديد من المعوقات والعثرات التي رافقت رحلة الفريقين في الدوري، فإن الاستقرار الإداري والفني كانا عاملين مهمين في تألق الفريقين ووصولهما إلى سدة الكرة الأولمبية السورية، ونعتقد أن الفريقين يستحقان اللقب هذا الموسم وليس أحدهما.
وسبق أن أشبعنا هذا الدوري الحديث عنه بالتحليل والإضاءة والرقم، واليوم ونحن نسطر كلمات الختام نؤكد أنه من الضروري الحفاظ على هذا الدوري والعناية به وقد أثبت أنه الدم النقي الصافي للأندية وأنه الموروث الطبيعي لكل نادٍ ليجدد فريقه بلاعبين مهرة موهوبين من أبناء النادي.
الأندية التي عانت من الاحتراف ونفقاته الباهظة، ها هي اليوم أمام مجموعة من اللاعبين برزت في الدوري الأولمبي وقدمت نفسها بأجمل صورة ويمكن الاعتماد عليها عوضاً عن لاعبين أكل الزمان عليهم وشرب وأكلوا مال الأندية واحتلوا مواقع الكثير من اللاعبين المواهب من أبناء النادي.
ونتحدث عن الأمثلة فنقول: نادي الطليعة عندما تمرد محترفوه لم يجد إلا لاعبي الأولمبي ليتابعوا دوري الرجال ويسدوا كل نقص في الفريق، وفريق أهلي حلب عندما اعتمد على أبناء النادي وجلهم من الشباب الواعدين حاز على رابع الترتيب، أما فريق حطين الذي أسس فريقاً من المحترفين بأساسييه واحتياطييه لم يفلح بالوصول إلا إلى خامس الترتيب، ولم يتمكن بمجموعته هذه من نيل أي لقب في الموسم الكروي.
الموسم الكروي انتهى رسمياً بالأمس، والأندية بحل من لاعبيها إلا الذين عقودهم ما زالت سارية، والعمل الناجح اليوم هو الاعتماد على أبناء النادي بشكل أساسي ليكونوا العمود الفقري للفريق.
كرتنا بحاجة إلى تجديد دمائها، وفرقنا أثبتت من خلال الدوري الأولمبي ودوري الشباب أنها مملوءة بنبع لا ينضب من اللاعبين، منهم المبدعين ومنهم الخامات الواعدة، ولا ينقص هؤلاء إلا القليل من الرعاية والدعم والاعتمام، وليكن شعارنا في الموسم الجديد: ابن النادي أولاً.