دراساتصحيفة البعث

 انتكاسة الرصيف العائم في غزة

د. معن منيف سليمان

تعرّض الرصيف العائم قبالة شواطئ قطاع غزة لانتكاسة بعد عدة أيام من تدشينه، حيث أعلن الجيش الأمريكي في بيانٍ أن جزءاً من نظام دعم الرصيف العائم انفصل، وسط المياه المتلاطمة قبالة ساحل غزة.

وقالت “ميشيل ستروك” النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع لشؤون الشراكة العالمية بما في ذلك الشؤون الإنسانية والاستجابة للكوارث: “إن الرصيف.. أصبح غير فعّال بسبب قضايا التوزيع على الأرض، وافتقار “إسرائيل” إلى نظام فعّال لمنع الاشتباك لحماية عمليات الإغاثة من الأنشطة العسكرية”.

وكانت الأعمال الهندسية على الرصيف قد تعرّضت لقصف بقذائف الهاون، حيث حذّرت المقاومة الفلسطينية من أنها ستعامل القوات الأمريكية الموجودة على الرصيف كقوة احتلال، ما يعني أنه قد أصبح هدفاً محتملاً لعمليات المقاومة.

واعترفت تقارير إسرائيلية بأن الميناء العائم قد تعرّض للاستهداف من المقاومة الفلسطينية أكثر من مرّة، وبدأ بالغرق وسيصبح غير صالح للاستخدام في الأيام القادمة. فبعد أيام قليلة من إنشاء الرصيف، تعرّض الميناء للقصف من فصائل المقاومة الفلسطينية، واستمرّت الهجمات حتى بعد أن وضعت الولايات المتحدة أنظمة دفاعية عليه، وأصيب جنود أمريكيون في تلك الهجمات فيما عُرف بـ”حادث عمل” وتم نقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية في أسدود.

واعترفت تقارير إسرائيلية بأن المياه سحبت جزءاً من الرصيف إلى شواطئ أسدود وجنحت أربع سفن بسبب الاستهداف، وبدأت تغرق في البحر.

وأكد خبير عسكري أن تعطل الرصيف العائم الأمريكي بعد ثمانية أيام من تدشينه يعدّ إخفاقاً ذريعاً للهندسة الأمريكية، مُرجعاً هذا الإخفاق إلى عدم خبرة واشنطن في بناء مثل هذه “الموانئ التعبوية”، والسرعة في بناء الرصيف، والإخفاق في اختيار موقعه.

وكانت قيادة النقل البحري العسكري والجيش الأمريكي قد أنشأت في آذار الماضي منصّة ورصيفاً عائمين على شواطئ غزة، تحت مزاعم تقديم المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء لسكان قطاع غزة، وتشارك أربع عشرة سفينة من الولايات المتحدة ودول أخرى في المهمّة.

وأنفق البنتاغون نحو ٣٢٠ مليون دولاراً، وأشرك ألف جندي وبحار أمريكي لإنشاء هذه المنصة العائمة قبالة ساحل القطاع، وكان الرئيس الأمريكي “جون بايدن” قد أعلن عن البدء بإنشائه في الثامن من آذار الماضي، ولكن الحقيقة هي أن فكرة بناء الميناء كانت إسرائيلية، وتهدف إلى استخدامه لتنفيذ عمليات ترحيل ممنهجة للفلسطينيين من قطاع غزة، وهذا ما أثار الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام حول الغاية من بنائه.

وكان الكيان الإسرائيلي قد كشف في آذار الماضي عن نيته إنشاء قوة متعدّدة الجنسيات تتألف من ممثلين عن ثلاث دول عربية لها علاقات مع الكيان الإسرائيلي، من المفترض أن تقوم بحماية الرصيف وقوافل الشاحنات التي ستنقل المساعدات المزعومة، لكن يبدو أن المقاومة استطاعت تحذير هذه الدول من مغبة التورّط في مثل هذا المشروع، لأنها ستكون بذلك قد تحوّلت إلى قوة شرطة تعمل في خدمة أمريكا وكيان الاحتلال الإسرائيلي.

الدراسات