تكاليف التجهيزات تحدّ من التوسّع بمساحات الريّ الحديث
اللاذقية- مروان حويجة
عاود مشروع التحوّل للري الحديث في اللاذقية انطلاقته بحزمة من الإجراءات والتسهيلات التي تسهم في توسيع المساحات المروية بالطرق الحديثة، ولاسيما في ظلّ المتغيرات المناخية، ولايزال التوسع المنشود لا يتناسب مع المزايا والتسهيلات والإجراءات.
وأوضح المهندس فراس طنوس مدير فرع صندوق تمويل مشروع الريّ الحديث أن الأولوية الكبرى التي يستهدفها الصندوق تكمن في تحويل جميع المساحات المروية بطرق الري التقليدية إلى طرق الري الحديثة، نظراً لأهمية الريّ الحديث في توفير ما يزيد عن ٦٠٪ من المياه المتاحة مقارنة بالري التقليدي، حيث يقدّم المشروع منحة مجانية قدرها ٤٠٪ من قيمة الشبكة للمزارعين الراغبين بالتحوّل للريّ الحديث بالطريقة النقدية، إذ يدفع المزارع الـ٦٠٪ الباقية ولا يتمّ أي رهن عن المنحة المجانية، مشيراً إلى أنه في حال أراد المزارع التحوّل نحو الري الحديث بالتقسيط فإن الصندوق يقدّم في هذه الحالة منحة ٣٠٪ من قيمة الشبكة، أما نسبة الـ٧٠٪ فيتمّ إعطاؤها للمزارع على شكل قرض متوسط الأجل بنسبة فائدة قدرها ٨٪ لمدة خمس سنوات ويتمّ الاستحقاق مع أول موسم جني للمحصول الرئيسي للمستفيد.
ولفت المهندس طنوس إلى أن هناك صعوبات تواجه المشروع، أهمها ارتفاع أسعار مستلزمات وتجهيزات الري الحديث، وعدم وجود الوعي الكافي لبعض المزارعين حول أهمية الري الحديث وجدواه الاقتصادية، ولاسيما في ظروف التغير المناخي وانحباس الأمطار، مبيناً أنه تمّ خلال العام الحالي وضع الخطة الإنتاجية للمشروع والتي تبلغ ١٠٠ هكتار، وتمّ لغاية تاريخه تنفيذ ١٧٦ دونماً، أما الخطة الإنتاجية للعام القادم ٢٠٢٥ فقد تمّ وضعها من قبل اللجنة الفرعية للتحوّل للريّ الحديث بمساحة ٦٠ هكتاراً موزعة على مختلف أرجاء المحافظة.
وعن الحلول المقترحة لتطوير قطاع الري الحديث، شدّد مدير الفرع على ضرورة زيادة عدد الكوادر الفنيّة العاملة في الفرع، وتوعية المزارعين بأهمية الري الحديث من خلال الندوات واللقاءات ووسائل الإعلام، وتخفيض أسعار تجهيزات الري الحديث قدر المستطاع مع تعديل نسبة الإقراض الحالية أكثر فأكثر لصالح المزارع ما أمكن، وتحسين أسعار الحمضيات.
وأشار مدير فرع إلى تشجيع المزارعين على اتباع طرق وأساليب الري الحديثة سواء بالتنقيط أو الرذاذ كونها تناسب طبيعة وتضاريس المنطقة الساحلية ونوعية الزراعات القائمة فيها، وتحقق توفيراً بالمياه نسبته ٤٥٪ على مستوى الحقل حسب نوع الزراعة، كما يمكن استخدامها في جميع أنواع الترب والتضاريس دون حاجة لتسويتها، وتوفّر الايدي العاملة والمجهود العضلي للمزارع، وتساهم في الحدّ والتوفير من استخدام المبيدات العشبية والحراثات المتكررة.