انتخابات الأندية.. هل ستفرز رياضيين حقيقيين أم أن سيناريو الماضي سيتكرر؟
ناصر النجار
أقلّ من شهر على الانتخابات الجديدة للأندية الرياضية التي ستكون شاملة على مدار القطر، وجماهير الأندية تتطلّع نحو انتخابات جيدة تأتي بأفضل الرياضيين ليقودوا المرحلة الجديدة في الدورة الحادية عشرة من عمر منظمة الاتحاد الرياضي العام.
الجميع يعلم أن أساس الرياضة على صعيد البناء والتطوير وتوسيع القاعدة هو في الأندية، فالأندية هي المسؤولة عن بناء جيل رياضي متفوق قادر على تحقيق أعلى المستويات والأرقام في الألعاب الرياضية المتعدّدة، لذلك فإن هذه الانتخابات هي مربط الفرس، ونأمل أن تضمّ خيرة الرياضيين المعروفين بخبرتهم ونزاهتهم وقدرتهم على البناء والتطوير.
لا نريد إدارات تسعى نحو بطولات مسبقة الصنع، فهذا الأمر لا يمتّ إلى الرياضة بصلة، ولا نريد إدارات تملك المال ولا تملك الخبرة الرياضية فتصل إلى قيادة الرياضة بفضل مالها، وبذلك تكسب الأندية المال وتخسر الرياضة.
البعض يبحث الآن عن كيفية تجاوز الشهادة العلمية للدخول في الانتخابات، وهذا الأمر بات همّ الكثير دون النظر إلى بقية الشروط المهمّة الواجب توفرها بمن يتقدم إلى الانتخابات، لذلك الجميع بانتظار التعليمات الانتخابية ليتمّ على أساسها الترشيح لرئاسة الأندية ولشغل مقاعد العضوية.
ما نتمنى وجوده في الشروط أن يتمّ منع أي إنسان من الترشح سبق وأن صدرت بحقه قرارات فصل أو توقيف، فنحن نبحث عن الرياضيين النزيهين وعن الرياضيين ذوي السيرة الرياضية العطرة، فهناك الكثير ممن تولى مقاليد العمل في الأندية بكل مواقعها كانت سيرته الذاتية غير نزيهة، وبعضهم كان سبباً في الشغب والعقوبات وخرق القوانين وعليه ألف إشارة استفهام، من هذا المبدأ علينا تنظيف الأجواء الرياضية من أولئك الذين عاثوا في الرياضة فساداً.
أيضاً من المفروض أن يكون المرشح للانتخابات يملك سجلاً عدلياً نظيفاً، وهذا مهمّ وضروري، ومن الشروط أن يكون المتقدّم للانتخابات يملك الخبرة الرياضية والإدارية في العمل، أي سبق له العمل في مواقع رياضية مختلفة بخبرة لا تقلّ عن خمس سنوات، فليس من المنطقي أن تكون إدارات الأندية حقل تجارب لكل من هبّ ودبّ!.
على صعيد رجال الأعمال، كان في الزمن السابق يدخل الداعمون في عضوية الإدارات لأنهم لا يملكون خبرة القيادة الرياضية، لكن مؤخراً بات هؤلاء يتصدّرون المشهد ويتخذون القرارات دون أي خلفية رياضية، ما انعكس سلباً على الرياضة، كما أنه ساهم بهجرة الرياضيين الحقيقيين من أصحاب الخبرة، الحلّ الوسط أن تكون هناك شراكة فعلية بين الرياضة وأهل المال والأعمال، حتى لا نخسر الرياضة على حساب الدعم، ولنا في المواسم الأخيرة خير مثال.